قالت صحيفة "لو بوا" الفرنسية إن صمت القادة الاسرائيليين عن الهجوم على سوريا يًعد غريبا، في حين أن كل الصحف العالمية تؤكد أن السلاح الجوي الاسرائيلي قام بالتعدي على سماء سوريا وقصف مركز أبحاث للأسلحة الدفاعية. وأضافت أنه "حتى عندما سئًل وزير المالية الاسرائيلي والعضو في مكتب الامن، يوفال ستينتز، في حوار له على الاذاعة العامة الاسرائيلية عن هذا الهجوم أمس صباحا رد قائلا "لا تعليق". ومن جانب آخر، لم تتحدث الصحف الاسرائيلية عن هذا الهجوم، وذكر ايلي كارمون، باحث في الاشكالية الاستراتيجية ومقاومة الارهاب بمركز هرزلايا الاسرائيلي، في حديث له مع صحيفة لو بوا الفرنسية إنه "يرجع السبب في ذلك الى الرقابة العسكرية التي لا تسمح أبدا بنشر أي معلومات سرية تخصها". وتابع: " هذه الاستراتيجية ليست غريبة من جانب الدولة العبرية . حيث إنه اصبح مهما لاسرائيل بألا تشعل الوضع الحالي بحرب صغيرة آخر". وذكر الجيش السوري في بيان له أن هذا الهجوم يثبت أن "اسرائيل هي المحرك والمستفيد والمرتكب للاعمال الارهابية التي تستهدف سوريا وتستهدف شعبها وذلك بالتنسيق مع الدول التي تدعم الارهاب وعلى رأسهم تركيا وقطر". ووفقا لصحيفة لوبوا الفرنسية، فإن مسئولين أمريكيين أكدوا أن الهدف من هذا الهجوم ليس سوى تدمير شحنات الاسلحة التي كانت متجهة لحزب الله. وبحسب مصادر امريكية اخرى موثوقة، فهذه الشحنات عبارة عن أسلحة روسية مضادة للطيران من نوع سا-17، وهذه الاسلحة بالنسبة لحزب الله يمكن أن تغير مسار استراتيجية الصراع اللبناني الاسرائيلي لأنها كما ذكر دافيد ريجوليه روز الباحث في المعهد الفرنسي للتحليل الاستراتيجي صواريخ طويلة ومتوسطة المدى يمكن ان تحد من سيطرة السلاح الجوي الاسرائيلي على السماء اللبنانية". وأكد "ريجوليه روز" أن هذا الهجوم ليس غريبآ فقد قامت اسرائيل لمرات عديدة بهجوم عديد لتدمير الاسلحة التي من المفترض ان تصل الى حزب الله اللبناني، قائلآ " إن مركز الابحاث السوري المذكور كان منذ فترة تحت نظر القوات الاسرائيلية، لانهم شكوا بانه يقوم بتطوير اسلحة تدمير شامل يتم نقلها الى طرف ثالث". وذكرت الصحيفة أن هذا الهجوم كان متوقعا، إذ قام رئيس المجلس الوطني الاسرائيلي، ياكوف اميدرور، بزيارة موسكو الاثنين لاقناعها بمنع وصول الاسلحة الكيميائية السورية إلى أيادى حزب الله اللبناني، بالاضافة الى أن مكتب الامن الاسرائيلي، الذي يضم وزارء وقادة الجيش، اجتمع مرتين خلال الاسبوع الماضي لمناقشة القيام بهجوم حمائي على سوريا. وشدد الباحث الفرنسي "ريجوليه روز" أنه " بالنسبة لاسرائيل تم تخطي الخطوط الحمراء" مضيفا ان اسرائيل تخشى تملك حزب الله اسلحة كيميائية لان ذلك يمثل تهديد لها".