تحولت بلدية الكاليتوس خلال السنوات الأخيرة ألى مكان لاحتراف مهنة الإجرام التي يحترفها عدد من الشباب المنحرفين، أمام الارتفاع المذهل للاعتداءات والسراقات في وضح النهار وفي غياب تام للجهات الأمنية، فيما لا تزال السلطات المحلية تقف مكتوفة الأيدي لوضع حد لهؤلاء على الرغم من النداءات المتكررة، حسب التصريحات التي أدلى بها العديد من سكان هذه المنطقة. الكاليتوس بلدية تضم أكثر من 140 ألف نسمة، حيث شهدت في الآونة الأخيرة ارتفاعا مخيفا لمختلف مظاهر الاجرام وتصاعدت وتيرة الانحراف وتعددت السرقات والإعتداءات التي بلغت حد القتل، حيث كانت البلدية منذ أقل من عام مسرحا لعديد من الجرائم الخطيرة، على غرار المقاتلة التي تمت بين عدد من الشباب وأودت بحياة شاب في مقتبل العمر، وكانت قبلها مشادات خطيرة بالأسلحة الحادة انتهت بجروح وإصابات بليغة. كما تم قتل شخص في البلدية من طرف جاره، وآخر جريمة شهدتها البلدية كانت منذ أكثر من أسبوع كادت تودي بحياة شاب ارتاد مقهى الأنترنيت ونشب شجار بينه وبين شاب آخر، ليبقى سجل الجرائم بالكاليتوس مفتوحا. وغير بعيد عن القتل والإعتداء، فإن آفة العصر تغلغلت بشكل رهيب وسط الشباب والمراهقين، حيث أنها تعرف رواجا كبيرا، بل إن السوق الفوضوي بحي 1600 مسكن وتحديدا بالراديو أضحى سوقا للمتاجرة في المخدرات على مرأى من العيون أو "دلالة الحبة"، كما عبر عنه أحد الشباب، وهذا ما جعل مصالح الأمن الحضري توقف العديد من الشباب، بل حتى عائلات تورطت في الترويج والمتاجرة في المخدرات، وآخر جماعة تم القبض عليها كانت منذ حوالي 20 يوما. والأخطر من هذا، أن هذا السم الذي تغلغل في أوساط الشباب اجتاح المؤسسات التربوية، وهذا ما جعل إدارة ثانوية 621 مسكن تطرد أربعة من تلاميذها منذ حوالي شهر بسبب تناولهم للمخدرات ومحاولة توزيعها في المؤسسة، وحتى المتوسطات لم تسلم من مروجي المخدرات على غرار إكمالية حي 917 التي تشهد هي الأخرى انتشارا للمخدرات بين تلاميذها، حسب تصريحات بعض التلاميذ من جدار المؤسسة. وبالرجوع إلى دراسة بسيطة لمختلف هذه المظاهر، يتبين أن البطالة التي يعاني منها شباب البلدية ساهمت بشكل كبير في تغذية هذه الآفات، حيث يصارع جل شباب البلدية أزمة بطالة تضرب أطنابها في أوساطهم، مما جعلهم عرضة سهلة للوقوع في شباك الإجرام والمخدرات، ولعل هذه الأسباب وغيرها هي التي جعلت بعض المراهقين يفضلون الهروب إلى الضفة الأخرى عبر مجازفة قد تكون أخطر مما هم فيه، فكانت طريق الحرقة السبيل الأمثل والوحيد للهروب، حيث أقدم 25 شابا على محاولة الحرڤة من منطقة الحيدوسي، غير أن محاولتهم باءت بالفشل بعد تفطن حراس السواحل لهم، ويحلم العديد من الشباب الذين التقيناهم بالحرڤة التي باتت هاجسهم، مما يدعو إلى القول أن ثمة رماد لم ينطفئ بعد، حيث هناك ممن التقيناهم من يخطط للهجرة غير الشرعية، لكنهم لم يذكروا متى وكيف، مما يدعو إلى ضرورة التفكير في كيفية مواجهة هذا الشبح الذي اجتاح عقول الشباب وأضحى الحلم الوحيد.