دعا الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند الأحد فى ختام زيارة إلى قطر، المعارضة السورية إلى السيطرة على المناطق التى بيد مجموعات إسلامية متطرفة والى إزاحة هذه المجموعات، وذلك غداة قرار اتخذته الدول الداعمة للمعارضة بزيادة دعمها العسكرى والسياسى لها.وقال هولاند فى مؤتمر صحفى بنهاية زيارته إلى قطر "على المعارضة (السورية) إن تستعيد السيطرة على هذه المناطق وهذه المجموعات (الإسلامية المتطرفة) من أجل إزاحتها".واعتبر هولاند أن هذه المناطق وقعت فى "أيدى متطرفين لأنه لم يكن هناك أى جهة أخرى، وقد اغتنم هؤلاء الفرصة".وأكد أن طرد هذه المجموعات من المناطق التى تسيطر عليها "فى مصلحة المعارضة وفى مصلحة سوريا".وقال أن وجود مثل هذه "المجموعات المتطرفة التى يمكن أن تستفيد من الفوضى"، سيستخدمه الرئيس السورى بشار الأسد "للاستمرار فى القتل".وتأتى هذه التصريحات غداة توافق الدول الأساسية الداعمة للمعارضة، ومن بينها الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا، فى الدوحة على زيادة الدعم العسكرى والسياسى للمعارضة السورية من اجل تحقيق توازن على ارض المعركة مع النظام السورى والدفع نحو حل سياسى تفاوضى.وأكد هولاند أن فرنسا تريد مساعدة المعارضة عسكريا، إلا انه لديها شروط لتقديم هذه الأسلحة، كما أن ذلك يتم الاتفاق عليه بين الدول الأوروبية ومع الأمريكيين.وقال فى هذا السياق "لا يمكننا أن نقدم أسلحة يمكن أن تستخدمها مجموعات ضد مصالح سوريا الديمقراطية أو ضدنا".وأكد أن "القرار هو أن تتم ممارسة ضغط عسكري" معتبرا انه "أن لم يكن هناك ضغط عسكرى، فعلى الأرض الأمور ستذهب لصالح بشار الأسد من جهة والعناصر الأكثر تطرفا من جهة أخرى".وفى شأن تداعيات النزاعات فى سوريا على لبنان، قال هولاند انه "بالتأكيد مع تدخل حزب الله (فى سوريا) هناك تداعيات على التوازن الهش فى لبنان".وأضاف "أنا ادعم باسم فرنسا الرئيس اللبنانى فى جهوده للحفاظ على التوازن الذى تم الوصول إليه على أساس مبدأ عدم التدخل بالنسبة للنزاع فى سوريا وبالتالى عودة (مقاتلي) حزب الله إلى لبنان".وفى وقت سابق، أكد هولاند بعد محادثات مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثانى فى الديوان الأميرى، أن فرنسا وقطر تتشاركان المقاربة نفسها إزاء النزاع فى سوريا.وبحسب هولاند، فان هذه "المقاربة المشتركة" تهدف إلى "مساعدة المعارضة على الدفاع عن نفسها وعلى كسب مواقع على الأرض".وأضاف هولاند "نحن نعى أن ميزان القوى هو ما سيحدد وجهة وسرعة هذا الحل".وكان وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس مثل بلاده السبت فى اجتماع الدول الأساسية الداعمة للمعارضة السورية التى قررت تعزيز الدعم السياسى والعسكرى لتحقيق التوازن على ارض المعركة مع النظام، والدفع بالتالى نحو المفاوضات.وقال هولاند "نحن أيضا نعى بأنه يجب مساعدة ودعم أولئك الذين يخوضون ما نسميه الربيع العربى، مثل الذين فى تونس ومصر، وسنعمل يدا بيد لدعم جهود التنمية والديمقراطية فى هذه البلدان".وعلى الصعيد الاقتصادى أكد هولاند أن بلاده لا ترفض الاستثمارات القطرية لكنه أشار فى الوقت ذاته إلى "شروط" و"قواعد يجب احترامها".وأضاف أثناء تفقده ورشة ضخمة تنفذها شركة بويج الفرنسية العملاقة فى الدوحة "نحن لا نرفض استثمارات القطريين فى فرنسا لكننا نقول أن هناك شروطا يجب احترامها ومجالات ينبغى إبرازها كما أن هناك أيضا قواعد يجب فهمها".واستثمرت قطر خلال خمس سنوات حوالى 12 مليار يورو فى فرنسا خصوصا فى قطاع العقارات الفاخرة والفنادق الفخمة فضلا عن الشركات الكبرى. وغالبا ما تثير هذه الاستثمارات الجدل فى فرنسا.وتابع هولاند "من صالح فرنسا أن تكون موجودة فى هذه المنطقة والإقناع أن بإمكانها استقطاب الاستثمارات، لكننى أقولها بموجب بعض الشروط".وأشار فى هذا السياق إلى استثمار بقيمة 50 مليون يورو فى ضواحى باريس أرادت قطر إطلاقه العام 2011.وقال "هذا ما أعلن عنه قبل انتخابى. أقول أن الأفضل هو تأسيس صندوق استثمارى مشترك برأسمال قطرى فرنسي".والصندوق برأسمال 300 مليون يورو شراكة بين صندوق الودائع الفرنسى وصندوق قطر السيادى هدفه مساعدة الشركات الفرنسية المتوسطة والصغيرة فى "أحيائنا"، بحسب هولاند.وأضاف أمام منتدى اقتصادى ن "استثمارات قطر مرحب بها وبإمكانها تغطية جميع المجالات" لكن "الأولوية يجب أن تكون للصناعة والخدمات".وشدد على أن "استثماراتكم يجب أن تكون عبر التعاون معنا فى المكان الذى نختاره لاستقطابها".كما أشار هولاند فى مؤتمره الصحفى إلى انه تناول فى محادثاته مع الأمير مسالة إمكانية بيع قطر مقاتلات رافال دون أن يشير إلى نتيجة حتى الآن فى هذا الملف.