أسبوعا قبل الدخول المدرسي وموازاة مع حلول شهر رمضان يبدو أن الدخول المدرسي لهذه السنة مختلف عن سابقيه لا لشيء إلا لتزامنه مع حلول الشهر الفضيل، هذا الشهر الذي التهبت فيه الأسعار وقفزت قفزات جنونية تركت المواطن البسيط يغض البصر عن الأدوات المدرسية، وهو ما تم تسجيله بمختلف المكتبات ومحلات بيع الأدوات المدرسية. جريدة "النهار" وفي جولة لها عبر بعض مكتبات ولاية غليزان سجلت الانطباع نفسه عند بائعي هذه المواد حيث أوعز جل ممن التقيناهم بتراجع نسبة المبيعات خلال هذه السنة أو تأخرها إلى حين، ومع ذلك أبدوا تخوفهم من ظروف الدخول المدرسي لهذه السنة، حيث إن المواطن المسكين وجد نفسه بين مطرقة المواد الغذائية، ملابس العيد وسندان الأدوات المدرسية التي بدورها لن ترحمه في جميع الأحوال. وفي دردشة خفيفة مع بعض الباعة الذين التقت بهم الجريدة أمام محلاتهم عبروا عن تذمرهم من تصرفات المواطنين الذين لا هم لهم في رمضان سوى بطونهم، حيث عادة ما ينتشرون أمام محلات الزلابية وأسواق الخضر والفواكه التي أعطت طابعا مميزا لمعظم شوارع المدينة. وموازاة مع ذلك غابت محلات بيع المواد المدرسية بنسبة كبيرة. هذه المحلات التي كانت بدورها حلال السنوات الفائتة تعطي نسقا جميلا وديكورا رائعا لمختلف أزقة وشوارع المدينة وحتى التلاميذ الذين كانوا خلال الأعوام المنصرمة يتهافتون على المكتبات لاقتناء ما يمكن اقتناؤه صاروا اليوم يمتهنون بدورهم بيع الزلابية أو الخضر والفواكه متناسين بذلك قرب موعد الدخول المدرسي الذي فقد نكهته.