يحاول الكاتب شوقي عماري في كتابه الجديد "ثلاثة درجات نحو الشرق" أن يعيد الإرث الحضاري للعاصمة التي ذهب بريقها حسبه، وأصبحت خاوية على عروشها، فلا سياسيين منها ولا حكام ولا مسؤولين.ويقول الصحافي شوقي عماري أثناء استضافته بدار الشهاب، بمناسبة إصداره الجديد، أنه لابد من العودة إلى المدينة، التي هي حسبه رمز الحضارة، ومفرزة رجال السياسة والحكم، بدل الفلاحين الذين هم غير قادرين على أداء هذا الدور.واستشهد شوقي عماري بكون أغلبية القادة السياسيين والثوريين وصانعي الحدث في جزائر الثورة من أبناء المدينة، مثل ديدوش مراد وغيره.وبهذا يتحسر الكاتب شوقي عن أبناء العاصمة الذين لم يعودوا، حسبه بالقوة التي كانوا بها، بل أصبح حسبه إبن المدينة أو بالأحرى العاصمة رمزا للسذاجة، وأسقط من خانة "مؤهل"، وأصبح رمزا ل" لا تشيتشي"، منتقدا في ذات الوقت أبناء المدينة الذين لا يكتبون عن مدنهم مثل ياسمينة خضراء، ابن وهران الذي لم يكتب عنها أبدا.ورغم أن كتابه الجديد يحمل في طياته الكثير من الإيحاءات السياسية، إلا أنه قال أنه حاول الابتعاد في كتابه عن اللغة السياسية الصريحة المواجهة، ليستقر عند الأدب.وكشف عماري عن مضمون الكتاب الذي قال أنه يحتوي على 14 قصة، أولها قصة تتناول أزمة السكن من خلال سفاح يقوم بقتل سكان عمارة، طابقا تلو الآخر، وبتسلسل عمودي، ليقول في رواية أخرى أن ما تنشره وسائل الإعلام ليست هي الحقيقة.ومن بين القصص التي يحتويها هذا الكتاب قصة بعنوان "رجل جد واقف"، ليلقي في قصة أخرى من قصصه الميالة أحيانا إلى التهكم، حكاية حاج لا يحب الجماهير، وبدل أن يتجه إلى الكعبة، يقترح عليه الكاتب أن يتخذ لنفسه كعبة وهمية ويطوف مثلا حول العاصمة. وينتهي الكاتب شوقي عماري إلى أنه ضد القداسة بشتى أنواعها، كما يلعب على وتر الحضارة ، متخذا الغرب كنموذج ، لأن الشباب "الحراق" حسبه يتجه إلى إسبانيا، وإيطاليا، وأميركا، ولا"يحرق" إلى السعودية. عصام بوربيع