* * يعرف الكثير من المسؤولين في وهران الأرقام الدقيقة لعدد التلاميذ الذين التحقوا بمؤسساتهم خلال الدخول المدرسي المنصرم، إلا أنلا أحد من هؤلاء المسؤولين يعرف العدد الحقيقي للتلاميذ الذين تم تسريحهم من المتوسطات والثانويات وحتى المدارس الابتدائية. * * تشير إحصاءات استقتها "النهار" من مصادر مطلعة إلى اتساع مقلق ومتزايد لهوة التسرب المدرسي في كافة المستويات التعليمية،حيث أصبحت المؤسسات التربوية تلفظ سنويا آلاف التلاميذ وهي أعداد تتجاوز بكثيرة طاقة هياكل التكوين المهني لاستيعابهمفتحول هذا التسرب إلى ترسب اجتماعي خطير أدى إلى إجهاض كل المحاولات الهادفة للتخفيف من نسبة الأمية لاسيما وأن الظاهرةأخذت بعدا خطيرا مس تلاميذ التعليم الابتدائي. وتؤكد المعلومات التي بحوزتنا تخلي أكثر من 7 آلاف تلميذ في الطورين الأولوالثاني عن مقاعد الدراسة في الموسم الدراسي الفارط، مما يؤكد أن هذه الظاهرة التي كانت تعرفها المدرسة الجزائرية في عهدالاستعمار قد بعثت من جديد بعد سنوات من الحديث عن ديمقراطية ومجانية التعليم. وفي انتظار إجراء عملية جرد وتقدير لحجمالتخلي الحقيقي عن حق التعليم لهذا الموسم فإن جهات تربوية تتوقع ارتفاعا متزايدا من منطلق تنامي الظاهرة بشكل تدريجي خلالالأعوام السابقة بسبب التردي المستمر للحالة الاجتماعية والاقتصادية للعائلات منذ بداية العشرية السوداء الناجم بشكل عام عنالتسريحات الجماعية للأولياء العاملين بالمؤسسات التابعة للقطاع العام. وتشير بعض المعطيات إلى أن مرحلة التغييرات السياسيةالتي مرت بها البلاد وتدهور الأوضاع الأمنية خلقت تذبذبا في التخطيط المدرسي أثر سلبا على مردودية التعليم وأكثر من ذلك تخليالعديد من الأولياء عن واجب تدريس أبنائهم خاصة المتمدرسين في الطور الابتدائي الذين لم يجدوا إلا الشارع ليرتموا في أحضانه،وهي الظاهرة التي أضحت تميز الديكور العام لشوارع بلديات الولاية ال 26 خاصة بمقر الدوائر، حيث انتشر الأطفال المتسولونوباعة الأكياس بالأسواق اليومية وانقلبت الموازين الاجتماعية وتحول هؤلاء الضحايا بحكم الظروف القاسية وجهل الأولياء إلىمعيلين لأسرهم في سن مبكرة، فاقتناء كيس حليب ورغيف خبز أفضل في نظرهم من الإنفاق وإعداد العدة للدخول المدرسي المكلف. ويضيف ملاحظون إلى جانب المشاكل الاجتماعية هناك مشكل نقص التأطير التربوي وتذبذب وسائل النقل المدرسي، خاصةبالمناطق النائية وغياب التنسيق بين المدرسة وأسرة التلميذ. ووسط هذه المعطيات وواقع تنامي ظاهرة التسرب وانعكاساتها علىمصير رجال الغد تساءلت مصادرنا عن دور المسؤولين اتجاه هذه الشريحة خاصة وأن مديرية التربية تنظر إلى هذه الظاهرةبعيون الأرقام تقيدها سنويا لتشطب المتسربين من خانة اهتماماتها،ليبقى هذا المنتوج الرديء يبحث لنفسه عن جهة أخرى تأخذ علىعاتقها مهمة التكفل به سيما أولئك المسرحون بحجة أن سنهم أكبر من الدراسة لكن في نفس الوقت أصغر من التكوين. *