الفتاة «جمعة» تقضي حاجاتها البيولوجية وتأكل في نفس المكان مربوطة بسلاسل وقفل للجدار بإسطبل للحيوانات بمنزل هش بوسط بلدية المغير 160 كلم شمال عاصمة ولاية الوادي.. هكذا قضت الشابة «جمعة» 39 سنة من عمرها، بسبب إعاقتها وسلوكها العدواني، فكان الفقر والمرض والإعاقة الثالوث الأسود ليومياتها رفقة عائلتها.في وضعية يندى لها الجبين وبإسطبل للحيوانات بين الحجارة وأكوام من الأوساخ وجريد النخيل، تعيش الشابة المعوقة «جمعة» ذات 39 سنة وهي مكبلة بسلاسل على مستوى قدمها لمنعها من الفرار من المنزل، وهو الحل الذي لجأ إليه والدها الحاج «مصطفى وطواط»، خوفا من تعرضها لأي حادث وتفاديا للمشاكل، حيث أن سلوكها عدواني، فالوالد رجل فقير أعيته الوضعية الاجتماعية الصعبة التي يعيشها بعدما تقدم في السن، أين يشتغل مستعينا بحماره «حمالا» ويجني مالا قليلا يقضي به حاجات عائلته التي تتكون من 6 أفراد، منهم ابنتان معوقتان، وهما «فطومة» 38 سنة و«جمعة» 39 سنة، هذه الأخيرة اوبعد محاولات لعلاجها لم يجد وسيلة للحفاظ على ابنته التي تعاني إعاقة بنسبة 100٪ وتفادي سلوكها العدواني في الاعتداء على الأشخاص، حيث أنها ضربت والدها في عديد المرات وتسببت له في إصابات، مما اضطره لربطها بالسلالسل بالمنزل خوفا من تعرضها لأي حادث أو التسبب في مشاكل مع الجيران الذين أبدوا انزعاجا منها. وفي حالة صحية كارثية، تقضي «جمعة» المعوقة يومها وهي موبوطة إلى الجدار بالسلاسل، أين تقضي حاجتها وتأكل في نفس المكان الذي تنبعث منه روائح كريهة ضاعفت من وضعيتها الصعبة، كما أنها تمتنع عن تناول دوائها الذي يمنح لها لتهدئتها، رغم المحاولات العديدة للوالد الذي أكد أنه صابر على ما ابتلاه به الله، وأنه حاول علاج ابنت إلا أن قلة الحيلة وفقره لم يمكّناه من الاستمرار في رحلة العلاج، فهو لا يكاد يوفر لقمة العيش، كما أنه وبسبب جهله وتهاون الإدارة، سجلت ابنته «جمعة» المعوقة في ببطاقة التعريف في إشارة لحالتها الصحية أنها سليمة «لا شيء»، وهو الأمر الذي حرمها من الاستفادة من بطاقة الإعاقة والمنحة ومساعدات في العلاج وتوفير الدواء، مناشدا السلطات والجهات الوصية وأصحاب الخير مساعدته في التكفل بابنته وإعانته على مصاعب الحياة، فهل من التفاتة لهذه العائلة وإنقاذ الشابة من الموت وهي مكبلة بالسلاسل؟!.