مبعوث من المفتشية شرع في تفتيش الخزينة الرئيسية ثم تراجع بعد مكالمة مجهولة خليفة طلب تسلم 250 مليون سنتيم باستعمال بطاقة دعوة من السفارة الفرنسية كتب على ظهرها كشف مدير الخزينة الرّئيسية ببنك الخليفة، آكلي يوسف، في شهادة مثيرة استّمرت مدة أربع ساعات أمام هيئة محكمة الجنايات بالبليدة، أول أمس الخميس، تفاصيل جديدة حول نهب أموال البنك عن طريق «الشكارة»، وذلك بأوامر شفهية من عبد المومن خليفة، وأكّد أنّ «الغولدن بوي» كان خلال بداية تأسيس البنك يأخذ «الشكارة» بنفسه، قبل أن يوكل المهمّة فيما بعد لعدد من مقربيه. وأفاد آكلي أنّ خليفة أمرهم بإعداد إرساليات بين الوكالات لتسوية الثغرة المالية التي تسبب فيها، وواجه الخليفة قائلا: «خليفة على علم بأنني لا أكذب، وشاشوة أيضا وحتى رضا والجميع يعرفون أن ما أقوله صحيح تماما». وتنشر «النّهار» وثيقة هي عبارة عن بطاقة دعوة حفل استقبال بالسفارة الفرنسية تسلمها خليفة، قام الأخير بالتّوقيع عليها وتدوين مبلغ 250 مليون للمدعو «زيتوني»، مما يسمح له بسحب الأموال «كاش» أي عن طريق «الشكارة». القاضي: أنت غير مسبوق قضائيا، كنت متهما ومثلت أمام محكمة الجنايات في 2007، وتمت إدانتك بعشر سنوات حبسا نافذا بتهمة التزوير في محرر مصرفي؟ آكلي: طعنت، ثم تنازلت عن الطعن. القاضي يتوجه إلى كاتب الضبط ويتلو عليه: تمّ سماع الشاهد من دون أداء اليمين القانونية كونه كان متهما سابقا في نفس القضية وحكم عليه بعقوبة، وأصبح الحكم نهائي بالنسبة إليه، وذكّر القاضي الشاهد بآية قرآنية، يقول الله سبحانه وتعالى: «ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه». القاضي: قبل التحاقك بالخزينة الرئيسية، أين كنت تشتغل؟ آكلي: في بنك التنمية المحلية باسطاوالي. متى التحقت ببنك التنمية المحلية؟ في 1988. بأي صفة؟ أمين صندوق. إلى غاية متى بقيت في المنصب؟ حتى 1998. ما هي ظروف التحاقك ببنك الخليفة؟ لما افتتح البنك، سمعت به وأودعت طلب توظيف. هل اتصلت بأي شخص كخليفة أو شخص آخر توسط لك؟ لا. لما غادرت بنك التنمية، كان هناك إيسير إيدير؟ لا، مسؤول آخر. بأي صفة التحقت ببنك الخليفة؟ للعمل في الخزينة الرئيسية؟ هل تقلدت المنصب بسهولة ومن دون توصية؟ لا أعرف أي أحد. كيف كان تنظيم الخزينة آنذاك؟ لما بدأت العمل بالخليفة كان ذلك بالوكالة، ثم استحدثت الخزينة الرئيسية؟ وعيّنت هناك كأمين صرف رئيسي؟ نعم. كنت مدير عام الصندوق الرئيسي؟ كان هذا في 2002. لهذا سألتك عن تنظيم الصندوق أولا، كنت وحيدا هناك؟ نعم. من التحق بك؟ عمال لا أتذكرهم. من تتذكر منهم؟ نانوش نور الدين، و«الحاج» وهو شخص مسن، و«عمي السعيد» لا أتذكر لقبه، و«عمي عمر». من عمر، هل هو قليمي؟ لا، شخص مسن. وأيضا؟ شخص اسمه عبد الحق، و«شيخ» اسمه عبد الوهاب. ألا تعرف ألقاب كل هؤلاء؟ لا أتذكر. لا تقل لي إنك نسيت الكثير من الأمور، أنا أنبهك، أنت شاهد، لو تعرف قيمة شهادتك أمام القضاء فإنك لا تستطيع النوم، يوم القيامة ستقف أمام يدي «مولاك»، اليوم نسير نحو الفناء لكن هناك غد، نحن لا نطلب المستحيل.. في تلك الفترة كأمين صندوق رئيسي، كيف تم إنشاء الوكالات؟ كانت وكالة الشراڤة هي الأولى، ثم بدأ البنك بالتوسع. وأيضا؟ لا أستطيع أن أقول لك. كيف كانت طريقة العمل؟ كانت الوكالات ترسل التحويلات بصورة يومية إلى الخزينة الرئيسية. وما هي طريقة إرسال هذه المبالغ؟ كانت تحويلات يومية عن طريق مؤسسة أمنية لتأمين الأموال. هل كانت مثلا عشرة ملايير توضع في أكياس؟ نعم. ليس أي أكياس؟ كانت أكياسا مخصصة للبنك. والكتابات بين الوكالات، أين كانت توضع؟ داخل أكياس الأموال. كم نسخة تضعون؟ ثلاث نسخ، توضع في ظرف مغلق يوضع داخل «الشكارة». ثم عندما تأتي مؤسسة أمنية لتأمين الأموال، كيف يتم فتح الأكياس والمحاسبة؟ كان لعمال تلك المؤسسة خارطة عمل. أثناء المحاسبة، هل يكون أعوان أمن تلك المؤسسة حاضرون؟ لا، ولكن هناك وثيقة يملؤونها من الوكالة التي نقلت منها الأموال. وماذا تفعل بالكتابات بين الوكالات؟ أنا أفتح «الشكاير» وأجد بداخلها الكتابات بين الوكالات. كيف تتعامل معها؟ أتفقد المبلغ الإجمالي، وأخرج جميع الأموال للتأكد من المبلغ الإجمالي، ثم تبدأ إعادة الحساب. وفيما بعد؟ وإذا كانت الوكالات بحاجة لأموال نحضر طلبياتها. إشرح لي طريقة الكتابات بين الوكالات؟ أقوم بتفكيك الكتابات. الذين نقلوا الأموال، ماذا يعيدون معهم؟ أنا ما يهمني هو عدد الأكياس، وأؤشر على تسلم «الشكاير» لأن المبلغ لا يعنيهم. وماذا تفعلون بتلك الأموال مساء؟ نقوم بحساب الأموال القادمة من كل وكالة، ثم يصبح مبلغا واحدا بين كل الوكالات. هناك عملة وطنية وعملة صعبة؟ نعم، الكتابات الخاصة بالدينار منفصلة عن الكتابات الخاصة بالعملة الصعبة. وفيما بعد، ماذا تفعل بالمبالغ التي تكون موجودة بالخزينة الرئيسية؟ كل وكالة تقدم طلبياتها التي تخص حاجياتها من الأموال. واصل؟ والباقي يوضع في أكياس تحضيرا لإيداعها ببنك الجزائر. هل أمامكم آجال محددة لإيداعها بالبنك؟ هي عملية أوتوماتيكية. من يقوم بالسحب ببنك الجزائر؟ الوكالات تقدم طلبا إليّ، وأنا أقوم بتقديم طلب لبنك الجزائر. نستنتج أن طريقة العمل هي أموال كانت توضع في أكياس مع كتابات بين الوكالات، يعني لا يمكن أن تكون أموال من دون كتابات؟ نعم. القاضي: مثلا الرئيس المدير العام يرسلك لجلب مبلغ، هل ترسل له المبلغ بدون المرور عبر هذه الطريقة؟ لما يكون الرئيس المدير العام بحاجة إلى أموال ويرسل أي شخص، أقوم بإحضار المبلغ وأسلمه إياه. من كان يرسل لك مثلا؟ دلال عبد الوهاب، رضا عبد الوهاب، مير أحمد، سليم بوعبد الله، وفي البداية كان يحضر بنفسه. وشاشوة عبد الحفيظ؟ نعم كان يرسله. وكريم إسماعيل؟ لا. من كان يرسلهم؟ الرئيس المدير العام. إشرح لنا.. وكم كانت المبالغ التي يأخذها عبد المومن خليفة في بداية الأمر؟ كان يأخذ من الخزينة ما يحتاج. كم يستغرق من وقت حتى يرسل هؤلاء؟ في أي لحظة ومتى احتاج، وأحيانا يرسلهم مرتين في اليوم. كانت المبالغ كبيرة؟ نعم. كلها كانت تتم من دون محاسبة؟ نعم. ألم يسلم لك هؤلاء وثيقة مسلمة من قبل خليفة؟ لا. وكيف تعرف أنهم مرسلون من قبله؟ آكلي: قبل إرسالهم يتصل بي، لكن فيما بعد كلف أشخاصا خصيصا لهذه المهمة مثل كريم إسماعيل. القاضي: ماذا تقصد فيما بعد؟ بعد مدة. يعني أنهم كانوا يأتون من دون أن يتصل بك؟ كلفهم للتواصل معي من دون أن يتصل بي، وكان من بينهم شاشوة عبد الحفيظ وبوعبد الله سليم ومولاي علي، وكريم إسماعيل. القاضي: كريم إسماعيل كان نائب الرئيس المدير العام، وبوعبد الله كان في الإدارة العامة وشاشوة مكلفا بالأمن؟ نعم. بالنسبة لك لم يأت كريم لأخذ كيس الأموال؟ كريم لم يأت. وشاشوة؟ نعم جاءني. ومير أحمد؟ مرة واحدة فقط. هل كلمك خليفة بأنه في المستقبل سيكلفهم؟ نعم، وقال لي هؤلاء سيأتون إليك وقم بما كلفوك به وكأنني أنا من كلفك. من دون محاسبة للأموال المسحوبة؟ في النهاية أدوّنها. كيف؟ في أوراق. لما كنت في بنك التنمية المحلية، هل كنتم تعملون بهذه الطريقة؟ الخليفة بنك خاص. يعني فهمت بما أنّه بنك خاص، فإن عبد المومن حر في سحب الأموال؟ نعم. فهمت أن «آل» خليفة بنك هو خليفة بنك؟ نعم. لكن خليفة كان له شركاء في البنك؟ أنا لا أعرف أي شخص عدا خليفة. ألم يقدم لكم تعليمات مكتوبة؟ لا طلب مني ذلك شفهيا. ألم يكن لديك سجل؟ لا. وكيف كنت تغطي العجز؟ أنا لا أغطي العجز، مثلا المجموع مليار، وأنا مثلا قدمت 300 مليون للخليفة، وعليه منطقيا 700 مليون تبقى، والمليار مبرر بما أنّني قدمته لخليفة. كيف تتم المحاسبة من الناحية القانونية؟ المبلغ المتبقي إضافة للمبلغ الذي أخذه خليفة يعطيني المبلغ الإجمالي. وماذا تفعل لتغطية العجز؟ كنت أطبق الأوامر وكنت أودع ما تبقى من المبلغ لدى بنك الجزائر. لكن تبلغ البنك أيضا حول المبالغ التي أودعت بالخزينة الرئيسية من الوكالات؟ كنا نودع أموالا ببنك الجزائر ونحصل على وصل إيداع وتنتهي العملية هنا. قلت لا يمكن تبرير التحويلات المالية إلا من خلال كتابات بين الوكالات، في حالة سحب خليفة، كيف تبرر المبالغ التي أخذها؟ لمن أبرّر؟ التفتيش؟ لم يزرنا بنك الجزائر في الخزينة الرئيسية، لدينا مفتشية البنك هم من يقوموا بالتفتيش. هل جاؤوك؟ مرة واحدة فقط. قاموا بالتفتيش؟ لا. من جاء؟ آكلي: أقاوة عبد المجيد، وقدم لي تكليفا بمهمة. من أين له بالتكليف بالمهمة؟ آكلي: المدير، واتصلوا به عبر الهاتف من الخط المباشر بالوكالة، حيث لم يكن خطا مباشرا فغادر مكتبي. من الذي اتصل به؟ لا أعرف، ولا أعرف ما قال له. وفيما بعد؟ بعد دقيقتين عاد إلى مكتبي وشكرني وغادر. من كان المفتش العام آنذاك؟ السيد يوسفي. كان يقوم بتفتيشات بالخزينة الرئيسية؟ كان يرسل... يوسفي هو من أرسل أقاوة؟ نعم. ومن نصّب بعده؟ مير أحمد. مير قال في تصريحاته إن المدير العام منعه، لأن الرئيس المدير العام منعه من تفتيش الخزينة الرئيسية؟ المفتشية زارتني مرة واحدة، وكان المكلف بالمهمة أقاوة، وفي ذلك الوقت لم أكن أعرف مير أبدا. هل فتشت الخزينة الرئيسية أم لا؟ لم تفتش إطلاقا. ألم تستغرب عدم خضوعها للتفتيش؟ أنا أمين صندوق ولا أبحث عن المفتشية. ألم تقل أن هناك علاقة بين الأموال التي تسحب وعدم قدوم المفتشين؟ ربما، ومعنى ذلك أن هناك أشخاصا كانوا على اطلاع بأنّ الأموال تسحب، وعليه هم لم يقوموا بعملهم. نحن نريد معرفة الحقائق؟ هذا يعني أنّ مديرية المحاسبة العامة ولجنة الصرف والقرض على علم ولم تقوما بأي شيء. يعني أنك كنت «روبو» لتسليم الأموال؟ أنا موظف. ما هي عدد المرات التي سلمت فيها المبالغ؟ متى كان يحتاج كان يرسل في طلبها. سحب المبالغ بين الدينار والعملة الصعبة، أيهما كان الأكبر؟ الدينار. وكم يقدر إجمالي المبالغ التي سحبها خليفة بهذه الطريقة؟ 3 ملايير دينار أي 300 مليار سنتيم. هذا بالخزينة الرئيسية فقط؟ نعم. في التحقيق قلت سلمت بالدينار 200 مليار سنتيم و8 ملايين أورو، أما باقي العملة الصعبة فلا أتذكر؟ لا أتذكر المبلغ بالأورو. كيف تقدر المبلغ ب300 مليار سنتيم؟ أنا لم أقدر بل قلت ذلك بناء على كتابات. لما ضبط قليمي بمطار هواري بومدين وهم يهربون عملة بالأورو، سمعت بذلك؟ نعم، مثل باقي الأشخاص. وبعد هذه الواقعة، هل قدمت لكم تعليمات من خليفة؟ طلبوني من المديرية العامة. من طلبك؟ كريم إسماعيل. لم تقل في التحقيق كريم بل شعشوع عبد الحفيظ؟ ربما. وبعد؟ ذهبت للمديرية وتكلمت مع كريم اسماعيل، وقال لي خليفة يطلب تسوية الخزينة. لم تقل كريم بل شاشوة طلب منكم بناء على أوامر الرئيس المدير العام تسوية الثغرة المالية الموجودة بالخزينة الرئيسية، ولما عدت للخزينة، ماذا فعلت؟ قدمت طلبا لشبلي محمد. وكيف كانت الطريقة؟ قمت بكتابات بين الوكالات. لكن لم يكن هناك كيس؟ وهل كانت تبرر وتعكس الثغرة؟ نعم. بالنسبة لك 11 إشعارا مبررة؟ نعم. إلى أي مدى ال11 إشعارا تبرر الثغرة المالية؟ آكلي: لما أمر الرئيس المدير العام بتسوية الثغرة، هو من كان يسحب وهو من قام بتسوية الثغرة. وفيما بعد ناديت على نقاش حمو؟ نعم.
ماذا طلبت منه؟ لا أعرف سيدي الرئيس. لما وصلت عند هذه النقطة أصبحت لا تعرف؟ نقاش حمو وافق على التسوية؟ نعم. لكن لماذا غيّر رأيه؟ لا أعرف. لماذا قدمتها لنقاش وليس توجان مولود، الذي كان في نفس المنصب معه، نائب المدير مكلف بالمحاسبة؟ ليس لي مشكل مع أيّ أحد. قدمتها لنقاش لأنك متأكد أنه سيوافق؟ لم أسلمه إياها بيده. قلت له تعليمات الرئيس المدير العام؟ كان معنا بالمديرية. ألم يقل لك لماذا رفض التسوية؟ لا. أنتم أصدقاء، ومن المفروض أنت الأول من يبلغك التبرير؟ وهو قال إنها غير مبررة؟ هو قال لكن لم يقل لي هذا الكلام. أعادها لك؟ ليس هو من أعادها. طلبت من شبلي الإمضاء عليها؟ أبدا. وكيف أمضاها؟ هذا عمله. ومن أرسل له الكتابات بين الوكالات؟ هو من حضّرها. وأنت قلت له حضّر الكتابات؟ نعم أنا أعطيت له أمرا، ولم أخف هذا. لما طلب الرئيس المدير العام تسوية الثغرة بالخزينة الرئيسية، وقلت أنا حر في التصرف في البنك، ألم يكشف لك هذا أن الأموال التي كان يسحبها كانت تتم بطريقة غير مشروعة؟ لأن التسوية كانت عادية، وحتى إن لم يكن في ذلك اليوم الذي طلبه، فإن تسوية الخزينة كان ملزما. لماذا ملزما؟ حتى تكون الحسابات عادية. اشرح لي؟ التسوية لم أطلبها أنا. ولهذا سألتك بما أن الأموال أمواله وسحبها، لماذا طلب التسوية؟ كان الرئيس المدير العام وقام بأمرنا. لم يكن يأت إليك شاشوة عبد الحفيظ دائما؟ نعم. من هم الأعوان الذين كان يرسلهم؟ دلال أو رضا أو سليم. لما رفض نقاش ماذا كانت ردة فعلك؟ وهل أبلغت خليفة؟ يلتزم الصمت طويلا ثم يجيب: أمر عادي ولم أبلّغ أي شخص. المفروض الخبر يصل إلى الرئيس المدير العام؟ إذا كانت ذاكرتي «مليحة». تبدو جيدة؟ ربما المتصرف الإداري هو من كان يسيّر بنك الخليفة. يعني تريد القول إن المتصرف الإداري كان قد بدأ العمل؟ نعم. وفي أثناء ذلك أرسل جلاب لجنة تفتيش برئاسة أقاوة؟ لم أكن هناك، ولما وصلت وجدتهم أكملوا التفتيش. أين كنت؟ كنت أعمل في مكان ما. ألم تحاولوا الاتصال بالرئيس المدير العام أو شعشوع عبد الحفيظ؟ لماذا اتصل بهم والمتصرف الإداري قد أتى. وفيما بعد سمعتم أن خليفة غادر؟ نعم، ولكن يوم اتصلوا بي من أجل التسوية لم أكن أعرف إن كان قد غادر أم لا. وخلال التّفتيش تأكدوا من وجود الثغرة وأنّ الكتابات ال11 كانت مزورة؟ متى كان ذلك؟. لما عدت من ذلك المكان ماذا سمعت؟ سيدي الرئيس.. فهمت سؤالي، هل تسمع بالسيد جلاب؟ نعم. كم استغرقت من زمن وعدت للخزينة؟ بعد ساعة. هل سألت حول ما حدث؟ طلبوني واستمعوا لأقوالي. وماذا قلت لهم؟ نفس الكلام الذي قلته لي؟ نعم نفس الكلام. من المفروض من يقوم بالتفتيشات بالخزينة الرئيسية؟ المفتشية التابعة للبنك. ولم يتم تفتيشك أبدا؟ نعم. ولم تطلب التفتيش؟ لا وليس من صلاحياتي. مثلا لم يكن سوالمي حسين أو عزيز جمال يأتي للخزينة الرئيسية؟ لا لديهم وكالاتهم الخاصة. القاضي ينادي على خليفة عبد المومن في مواجهة أقوال آكلي، هل ما قاله حدث؟ لم يحدث. القاضي: لماذا؟ خليفة: حسب المنطق الذّي يتكلم به وبما أنّه كان هناك 72 فرعا، فإنّ الأمر لو تمّ بتلك الطريقة كان سيكون كارثة، المشكل الوحيد هو الكتابات بين الوكالات، وأقول إنّها لم تحضر بالخزينة الرئيسية، وعليه كل هذه الحكاية غير صحيحة. القاضي: لكن هناك حقيقة لا نستطيع إنكارها وهي ثغرة بالخزينة الرئيسية تقدرب 3,2 2 مليار دينار؟ خليفة: لا نستطيع القول بوجود ثغرة من دون تبرير. القاضي: لماذا الشاهد يقول هذا الكلام؟ خليفة: هذا جديد. القاضي: عند حضوره للاستجواب الإجمالي قال نفس الكلام؟ خليفة: قال عينت له أشخاصا لجلب الأموال، وهذا شيء جديد أسمعه اليوم. القاضي: أنبهك إلى أن قرار الإحالة قد يعكس ما جاء في التحقيق، لكن محضر السماع تضمن هذه التصريحات، المهم ما هو رأيك؟ خليفة: ليس منطقيا. القاضي: أنت سيد آكلي ماذا تقول؟ آكلي: خليفة على علم أنني لا أكذب، وشاشوة أيضا وحتى رضا والجميع يعرفون أن ما أقوله صحيحا، أما الكتابات إن كانت حضرت في مكان غير الخزينة الرئيسية فهذا كله كلام فقط. القاضي: إذا أنت تصرّ على ما قلت؟ آكلي: أؤكد على كل ما قلته منذ اليوم الأول. شعشوع يطلب من القاضي التدخل للتعقيب على شهادة آكلي يوسف. القاضي: تفضل؟ شعشوع: بدأت مهامي في 2001، وقال تقدمت إليه في 1998، قبل هذا التاريخ من كان يأتي إليه؟ آكلي: لم أقل شاشوة جاءني في 1998. القاضي: ونحن لم نسمع بذلك؟ ولكن من حقه التدخل، هو منذ متى بدأ يأتي؟ آكلي: قبل تعيينه في مجمع الخليفة كان يتردد على المجمع. شعشوع: سألته المحكمة في 2007، هل كنت آتي إليه قال لا. القاضي: قلنا دائما المحاكمات السابقة ليس لها علاقة بالجارية. آكلي: ربما قلت ذلك، لكن في المحاضر قلت هذا أيضا. دفاع الأطراف المدنية «عن المصفي»: متى كان تاريخ الكتابات بين الوكالات؟ آكلي: لا أتذكر. الدفاع: لم تقل أبدا أنّ عبد المومن كان يرسل قصاصات رفقة هؤلاء الأشخاص .. أو لنقل الأموال؟ الدفاع يواجه الشاهد بوثيقة موقعة من قبل عبد المومن خليفة. القاضي: تقصد الرسالة التي ذهبت لوكالة المذابح التي أشار إليها الخبير حميد فوفة؟ هل كان يبلغك خليفة عندما كان يتصل بك أو يرسل لك ورقة بخصوص هذه المبالغ المسلمة لهؤلاء؟ آكلي: كل التعليمات كانت شفهية. الدفاع: لما كنت تسلم المبالغ هل كانوا يمضون على وثيقة ما؟ آكلي: لا. الدفاع: مبلغ 3 ملايير الذي وجد كثغرة مالية بالخزينة الرئيسية، هل هذا هو المبلغ الوحيد، أو ربما هناك مبالغ أخرى؟ آكلي: ليس هناك أي مبلغ آخر. النيابة: من كان من موظفي بنك التنمية المحلية السابقين الذين كانوا معك ببنك الخليفة؟ آكلي: نقاش وشبلي ونانوش.. النيابة: صرحت أنه كان معك 15 أمين صندوق، يعني مداخيل كبيرة، كم كانت المداخيل في اليوم الواحد؟ آكلي : بين 5 و10 و15 مليارا في اليوم. النيابة: ما هو مستواك الدراسي؟ آكلي: السنة الرابعة متوسط. النيابة: منصب العمر الذي كنت تحلم به مدير عام مساعد مكلف بالصندوق الذي يعد من اختراعات الخليفة، نصبت لتنفذ ما يطلب منك؟ آكلي: هل أستطيع الكلام، مستوى الرابعة. النيابة: ليس احتقارا؟ آكلي: لا أخجل بمستوى الرابعة متوسط، لكن تسلمت منصب مدير عام مساعد بعد مسار مهني. النيابة: أليس المقابل هو تسليم «الشكارة» لعبد المومن؟ آكلي: أنا موظف. النيابة: هؤلاء الذين في قفص الاتهام، تكلمت على البعض منهم، ألم يكن قليمي جمال يأتيك أيضا؟ آكلي: لا. النيابة: كان لديك محاسبة خاصة عبر سجل تدون به وتأخذه للبيت؟ آكلي: قلت كنت أدون قيمة الأموال التي أخذها عبد المومن. النيابة: كان يمكن أن تأخذ أموالا وتسجلها في الدفتر وكأن عبد المومن أخذها؟ آكلي: هذا ليس كلاما توجهه لي، أنت تتهمني، أنا حوكمت. النيابة: سؤالي هو مثلما كتبت في هذا الدفتر 3.2 مليار دينار، كنت مثلا تضع أربعة وتأخذ مليارا؟ آكلي: أنت تستطيع فعلها أما أنا فلا، و«تنفجر القاعة من الضحك». النيابة: سأمررها وكأنني لم أسمع، لا يوجد شيء ينفي أنك لم تأخذ أموالا؟ القاضي: نحن اعتبرناها زلة لسان. آكلي: أعتذر. دفاع ديوان الترقية والتسيير العقاري بغليزان: هل لما يستلمون الكتابات بين الوكالات من الضرورة أن تكون مرفوقة بأموال؟ آكلي: نعم. القاضي: هل حدث أن تسلمتم كتابات من الوكالات من دون أموال؟ آكلي: من مذابح حسين داي ووهران والحراش لم تكن مرفوقة بمبالغ مالية. الدفاع: لما لا تكون مرفوقة بالأموال، هل تكون لها قيمة محاسبية؟ آكلي: لما بدأت استقبال الكتابات من دون أموال، وكان مكتوب عليها تحت موافقة الرئيس المدير العام، ومرّة اتّصلت بخليفة وأبلغته بالأمر، وقال لي ضعها جانبا، ولما تصل الخزينة يتم تسويتها. القاضي: لكن هل كنت تعرف وجهة الأموال؟ آكلي: تلك الأموال كانت تذهب.. القاضي: كيف فهمتها مثلا وهران؟ آكلي: أبلغني خليفة أنّه هو من كان يرسل أشخاصا ليأخذوا الأموال، ولما تصل الخزينة الرئيسية يتم تسويتها. الدفاع: هذه الكتابات هل تتضمن المبالغ المنقوصة أم أسماء الأشخاص الذين سحبوها أيضا؟ آكلي: فيها مبلغ مالي من دون أيّ إسم. دفاع المتهم دلال عبد الوهاب: هل منح أكياس الأموال في كيس مغلق أو ظرف وفي حالة مبلغ كبير، من كان يعبئ المبلغ؟ آكلي: أنا، وأغلقها بالقفل وأرسلها. القاضي: لا يمكن أن يعبئ المرسل الكيس شخصيا؟ آكلي: لا ولم أقل أبدا أنه كان معي. دفاع خليفة مجحودة مروان: ليؤكد لنا أن السيد خليفة هو من تنقل في الفترة الأولى لنقل الأموال؟ آكلي: لا أتذكر الفترة بالضبط، ولكن كان يأتي في البداية. القاضي: متى بدأت العمل بالضبط؟ آكلي: سبتمبر 1998. الدفاع: كيف يستطيع تفسير تصريحه لدى قاضي التحقيق في السابع أفريل 2003، وقال المدعو عبد المومن لم يسبق له الحضور إلى الصندوق المركزي أو سلمته مبالغ شخصيا بل كان دائما عن طريق الغير؟ آكلي: ممكن أن أكون قلت ذلك، لأن في ذلك الوقت حين بدأ استجوابي لم أكن مرتاحا بل أرد وكفى. القاضي: كم جاء خليفة من مرة للخزينة الرئيسية؟ آكلي: عدّة مرات. الدفاع: قلت لدى الضبطية القضائية إنك توقفت عن تدوين المبالغ بالمسودة عندما كثرت الطلبات؟ آكلي: لو لم أكن أسجل لما تمكنت من الوصول إلى حساب الأموال التي قدرتها ب3.2 مليار دينار. الدفاع: ما هو أكبر وأقل مبلغ أخذه؟ آكلي: بين خمسة مائة ومليار، وأحيانا مليار عدة مرات في اليوم. القاضي: أقل مبلغ ربما يصل إلى 20 ألف دينار؟ آكلي: مليوني سنتيم؟ لا.. «الخليفة يبتسم». القاضي: ربما 100 مليون سنتيم؟ آكلي: في هذه الحدود. دفاع خليفة نصر الدين لزعر: يقول في 25 فيفري 2003 عقد اجتماع جمع المدير العام بشعشوع عبد الحفيظ المكلف بالأمن خاص بالكتابات، ما دخله وهو مكلف بالأمن؟ آكلي: لم يكن اجتماعا بل حديثا قصيرا، لكن الرئيس المدير العام أبلغ شعشوع بإيصال التعليمات. القاضي: هل من الممكن أن تكون التعليمة لم يصدرها خليفة بل شعشوع، وهل كان لشعشوع تكوين يسمح له بمعرفة ما كان يحدث بالبنك؟ آكلي: كل إطارات بنك الخليفة كانوا على علم بأنّ هناك ثغرة بالخزينة الرئيسية. الدفاع: هل يعرف أن الأمر الشفوي للمدير مبرر مصرفيا؟ آكلي: آنذاك كان قانونيا بصفته الرئيس المدير العام. النيابة: هل كان هناك أناس من داخل البنك يأتون في ساعة متأخرة بعد غلق الخزينة، أي بعد الثالثة والنصف.. هل كان هؤلاء الرسل يأتون بعد ما تأتي الأموال من الوكالات؟ آكلي: لا. دفاع خليفة المحامي لزعر: سيدي القاضي أريد أن أنبه أنّ النيابة استعملت بالأمس مصطلح المتّهم الرئيسي ضدّ موكلي. النيابة «بتهكّم»: لنسميه المتهم الثانوي والعادي. القاضي: أستاذ لزعر لماذا «نوضتوها» كانت الأمور تسير بشكل عادي؟ النيابة: مكتوب لدينا قضية خليفة رفيق عبد المومن ومن معه. القاضي: السيد لزعر عنده حساسية إزاء الموضوع، لا تستعلموا الكلمة مستقبلا؟ دفاع خليفة المحامي مجحودة: هل تعرف مديرية المحاسبة بدخول المبالغ؟ آكلي: نعم. القاضي: وهل تعرف أنّ الرئيس المدير العام يأخذ الأموال؟ آكلي: نعم. الدفاع: إذا كانت مديرية المحاسبة لم تسأل، فماذا عن بنك الجزائر، هل البنك المركزي كان له رد فعل حول ما يحدث؟ آكلي: كانت ترسل ملاحظات لبايشي.
موضوع : الخليفة سحب 320 مليار من خزينة البنك في شكاير 0 من 100 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0