تواصلت المشاورات المكثفة الخميس في الأممالمتحدة بين وزراء الخارجية الأميركي والبريطاني والفرنسي ونظرائهم العرب بهدف التوافق على قرار يصدره مجلس الأمن الدولي ويدعو فيه إلى وقف إطلاق النار في غزة. واقترح الوفد البريطاني إضافة إلى الوفدين الأميركي والفرنسي على الدول العربية مشروع قرار أعدته بريطانيا ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة بحسب ما أفاد دبلوماسيون. وقال احد هؤلاء الدبلوماسيين أن بريطانيا أعدت هذا المشروع ليلا ثم قدمته صباح الخميس الى شريكيها اللذين وافقا عليه قبل أن تقدمه الدول الثلاث إلى وفد الوزراء العرب الذي سيدرسه.وكانت ليبيا رفعت مشروع قرار الى مجلس الأمن من دون ان يتم تبنيه. وردا على سؤال حول الاجتماع بين الترويكا الغربية والدول العربية الذي لم يستمر سوى بضع دقائق قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لوكالة فرانس برس أن المشروع البريطاني "قد يشكل نصا يتم التفاهم في شأنه". وكانت الولاياتالمتحدة رفضت تبني قرار ذي طابع ملزم ينص على وقف للنار في غزة لعدم إزعاج إسرائيل وفضلت أن يصدر مجلس الأمن بيانا غير ملزم.لكن الدول العربية مارست ضغوطا للتصويت الخميس على المشروع الليبي الذي تم تعديله ليلا وبات يتضمن إشارة واضحة إلى حركة حماس الأمر الذي يلبي شرطا أميركيا. ويطالب النص المعدل ب"وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة مع وقف كل الأعمال العسكرية وأعمال العنف بما فيها العمليات العسكرية الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ من جانب مجموعات فلسطينية بينها حماس". وقبل الاجتماع مع الترويكا الغربية لمح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى أن صبر الوفد العربي يكاد ينفد.وصرح للصحافيين "نعم قرارنا هو الذهاب إلى المجلس لا يمكننا الانتظار أكثر". وردا على سؤال عن توافر الأصوات التسعة الضرورية داخل مجلس الأمن من أصل 15 لتبني المشروع الليبي من دون الاصطدام بفيتو أميركي قال موسى "سنرى. على مجلس الأمن ان يتحمل مسؤولياته سواء اتخذ قرارا أو لا أنها مسؤوليته ومسؤولية أعضائه الدائمين". من جهته قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ردا على السؤال نفسه "نأمل الا تسلك الأمور هذا المنحى" في إشارة إلى إمكان لجوء الولاياتالمتحدة للفيتو. وطوال قبل ظهر الخميس تنقل الوزراء والدبلوماسيون الغربيون بين مكتب رئاسة مجلس الأمن الدولي التي تتولاها فرنسا هذا الشهر والواقع في الطبقة الثانية من مقر الأممالمتحدة وقاعة المؤتمرات في الطبقة السفلى حيث يقيم الوفد العربي. وكانت رايس ونظيراها الفرنسي برنار كوشنير والبريطاني ديفيد ميليباند قرروا الأربعاء تمديد إقامتهم في نيويورك في محاولة لتجاوز الصعوبات التي تواجه مشاوراتهم مع زملائهم العرب حول الوضع في قطاع غزة. وقالت رايس اثر مشاورات مكثفة بين الوزراء الغربيين والعرب حول الرد الذي يمكن ان يصدر عن مجلس الأمن حيال العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حركة حماس في غزة والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 700 شخص في يومها الثالث عشر "نعتقد ان أمامنا مزيدا من العمل. سنمدد إقامتنا". ووصل الوزراء الغربيون الثلاثة الثلاثاء الى نيويورك للمشاركة في اجتماع طارىء لمجلس الأمن خصص للوضع في غزة بناء على دعوة الدول العربية. وكانوا أمهلوا أنفسهم حتى مساء الأربعاء للخروج بنتيجة.