أفتى الشيخ علي فركوس، أحد أقطاب تيار السلفية في الجزائر، بعدم جواز الإضراب والإحتجاج على العدوان الإسرائيلي الممارس في غزة بفلسطين، معتبرا أن الإعتصام والمظاهرات وسائر أساليب الديمقراطية هي من عادات الكفار وطرق تعاملهم مع حكوماتهم، وليست من الدين الإسلامي في شيء. وفي ذات الفتوى التي أصدرها شيخ السلفية في الجزائر بعد الأحداث التي شهدتها العاصمة، الجمعة الماضية، من مشاهد دموية كبيرة أعادت الجزائريين إلى سنوات بداية التسعينات والحزب المحظور، قال الشيخ فركوس ردا على سؤال طرحه أحد المهتمين على الشيخ عبر موقعه على شبكة الأنترنت أن الإضرابات بمختلف أنواعها من أساليب النظم الديمقراطية التي يمارس فيها الشعب مظاهر سيادته المطلقة. وأشار الشيخ في ذات الفتوى أن الإضرابات في عرف الديمقراطيين على الأوضاع القيمة ظاهرة صحة، يصحح بها الوضع السياسي أو الاجتماعي أو المهني من السيئ إلى الحسن، أو من الحسن إلى الأحسن. وعن المنظور الشرعي للنظم الديمقراطية بمختلف أساليبها قال فركوس أنها معدودة من أحد صور الشرك في التشريع، حيث تقوم هذه النظم بإلغاء سيادة الخالق وحقه في التشريع المطلق لتجعله من حقوق المخلوقين، مشيرا إلى أن هذا المنهج سارت عليه العلمانية الحديثة في فصل الدين عن الدولة والحياة، والتي نقلت مصدرية الأحكام والتشريعات إلى الأمة بلا سلطان عليها ولا رقابة والله المستعان، وهذا بخلاف سلطة الأمة في الإسلام، فإن السيادة فيها للشرع، وليس للأمة أن تشرع شيئًا من الدين لم يأذن به الله. خلص الشيخ فركوس في ذات السياق، أن الإضراب والإعتصام والمظاهرات وسائر أساليب الديمقراطية هي من عادات الكفار وطرق تعاملهم مع حكوماتهم، وليست من الدين الإسلامي في شيء، وليس من أعمال أهل الإيمان المطالبة بالحقوق ولو كانت مشروعة بسلوك طريق ترك العمل ونشر الفوضى وتأييدها وإثارة الفتن والطعن في أعراض غير المشاركين فيها وغيرها مما ترفضه النصوص الشرعية .