في أعقاب ما خلفته أحداث العدوأن الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من تنديد عربي وإقليمي وعالمي، شعرت الجاليات اليهودية المقيمة بالعديد من دول أوروبا بعزلة مخزية في أماكن تجمعاتهم وفضاءاتهم من طرف باقي الجاليات والتيارات الإنسأنية والحقوقية خاصة المسلمة. وتبعا لذلك فقد قررت عدة وكالات سفر فرنسية وإسبأنية تحديدا بإلغاء رحلات الحج السنوي لليهود الغربيين الذين عادة يحجون إلى قبر الحاخام اليهودي، افريم بن كاوا، الذي يعتقد أنه المؤصل الروحي للطائفة اليهودية التي تتوزع في اسبانيا والبرتغال والجنوب الغربي من فرنسا. قبر الحاخام يتواجد بالمقبرة اليهودية بمنطقة قباسة، شمال مدينة تلمسان. وبحسب مصادر محلية فإن سلطات ولاية تلمسان قد تلجأ إلى رفض أية محاولات من قبل هؤلاء اليهود للتودد بزيارة ولاية تلمسان في إطار الرحلات السياحية التي عادة ما يتم تنظيمها في فترات الصيف من كل سنة. الاستثنائية هذه تغذيها موجة ردود الأفعال الغاضبة التي شهدتها الجزائر وباقي الدول العربية والإسلامية. وعرفت حدتها لدى الجالية المسلمة بفرنسا أين تم تسجيل عدة اعتداءات ضد اليهود من بينهم كبار المصنّعين والتجار في بعض المدن والمقاطعات، ففي العاصمة الفرنسية باريس تعرض يهودي إلى طعن بالسكين في إحدى الضواحي، مساء يوم الخميس الماضي من طرف شخصين ملثمين حاولا سرقة سيارته بعد أن تبين لهما أنه يهودي، وفي تولوز تم نقش وكتابة عبارات تمقت العنصر بالقرب من متجر يهودي كعبارة اليهود نازيون وإسرائيل نازية، وقد أحصى المجلس المركزي اليهودي بباريس 66 حالة تهديد ضد الجالية اليهودية تتضمن القتل والتصفية. ودعا المجلس اليهودي الدوائر الأمنية إلى التحرك ضد من أسماهم بالمهددين للوحدة الوطنية على حد زعمه. وقد أبرز مقربون من اليهود نداءات للسلطات الباريسية بضرورة تطويق محاولات إرباك اليهود من طرف ما وصفوه بالجزائريين والمغاربة المنحرفين وهو وصف لم تحيد عنه وزيرة الداخلية ميشال اليوماري التي وصفت الأوضاع بأنها مقياسا لمعاداة السامية، يأتي ذلك تبعا لإقدام جزائريين وتونسيين ومغاربة يتصدرهم عميد جامع باريس، دليل أبوبكر، ورئيس مجلس مسلمي فرنسا سابقا الاستقالة من الجمعية اليهودية الإسلامية للصداقة التي تأسست في سنة 2004 لتكون فضاء حوار بين الطائفتين في فرنسا. وبحسب مدير العلوم الدينية بجامع باريس نور الدين صديقي، فإنه قام بإبلاغ رئيس الجمعية الحاخام ميشال السرفاتي باستقالة الأعضاء المسلمين.