السفير الإسباني السابق بالجزائر كشف المستور وأكد ضغط مسؤولين جزائريين لأخذ الرشاوى مقابل الصفقات كشفت وثيقة جديدة مسربة عن حصول ابن شقيق المدير العام للجزائرية للمياه على رشاوي، عبر تحويلها لحسابه الخاص في فرنسا، حيث تمت عملية تحويل هذه المبالغ عن طريق خدمة «وسترن يونيون»، مقابل التوسط لهم للفوز بصفقات مهمة في الجزائر.وحسب وثيقة رسمية سربتها جريدة «الموندو» تحوز «النهار» على نسخة منها قدمت إلى النيابة العامة لمكافحة الفساد الإسبانية، فإن السفير الإسباني في الهند أكد وساطته مع مسؤولي الشركة العمومية «الجزائرية للمياه»، للتوسط لهم للفوز بصفقات كبيرة في الجزائر بقيمة 205 مليون أورو، وتحصل من خلالها على 1 من المائة من قيمة الصفقة على توسطه.وأكد مضمون مراسلات السفير الإسباني مع مسؤولي الشركة الدولية أن مسؤولي الجزائرية للمياه يضغطون عليه لتسديد مستحقاتهم في الصفقة، حيث طلبوا تحويلها إلى حساب خاص في باريس عن طريق خدمة «وستر يونيون»، مشددا عليهم عدم الكشف عن تلك الوثائق التي تم بها تسديد المبلغ، لكي لا يضر بهؤلاء الأشخاص.وفي مراسلة أخرى كشفت مطالبة السفير الإسباني بالهند من الشركة الدولية بإرسال مبلغ جديد يقدر ب10 آلاف أورو إلى إبن شقيق المدير العام للجزائرية للمياه في باريس الذي ينتظر وصول المبلغ لمعالجة مشاكل طبية يعاني منها، بطلب من مسؤولي الجزائرية للمياه. وحسب رسالة نصية بين السفير الإسباني ومسؤولي شركة «إلكنور» الدولية، قال إن المدير العام للجزائرية للمياه لديه ابن شقيقه متواجد بالعاصمة الفرنسية باريس ويعاني من مشاكل صحية، وطلب منه مبلغ 10 آلاف أورو، لكنه لا يملك ذلك المبلغ، مشيرا إلى أن الضائقة المالية للمدير العام للجزائرية للمياه جعلته يضغط عليه، وهو ما قد يضرب علاقتهما المستقبلية.وحسب ما كشفته صحيفة «الموندو» الإسبانية، فإن مراسلة إلكترونية للسفير الإسباني السابق بالجزائر مع الشركة الدولية، بداية مارس 2012، تؤكد اتصاله بالوسيط الجزائري وأكد عدم دفعهم أي مبلغ على الرغم من حصولهم على فاتورة بقيمة 575 ألف أورو. وكان سفير المملكة الإسبانية في الهند، غوستافو دي أريستيغي، قدم استقالته رسميا من منصبه، على خلفية فضيحة الوساطة والعمولات والرشاوى التي تورط فيها مع مسؤولي شركة الجزائرية للمياه العمومية، بعد توسطه لفوز شركة «إلكنور» الدولية للإنشاءات والبنى التحتية بصفقتين ضخمتين في الجزائر، ويتعلق الأمر بعقود بناء وتركيب قنوات مشروع تحلية مياه البحر بسوق الثلاثاء بولاية تلمسان بقيمة 250 مليون أورو، وحصل الدبلوماسي الإسباني مقابل أتعابه على 1 من المائة من الصفقة، مما يعني 2.5 مليون أورو، وصفقة ثانية في الخط الأول لتراموي ورڤلة بقيمة 230 مليون أورو في 2013. وذكرت وزارة الخارجية الإسبانية أن السفير غوستافو دي أريستيغي، قدم استقالته الرسمية عبر رسالة وجهها لوزير الخارجية، خوسي مانويل غارثيا مارغايو، وذلك رغبة منه في عدم الإساءة للحكومة أو رئيس الوزراء ولا للحملة الانتخابية لحزب الشعب.