رغبة منها في الزواج وخوفا من شبح العنوسة...وجدت حلاقة في العقد الثالث من العمر، نفسها فريسة سهلة بيد مشعوذ تخفى تحت ثوب الحمل الوديع وتقمص دور العريس الراغب في بناء عش الزوجية وإكمال نصف دينه، بعدما قدم نفسه على أساس أنه عسكري ينحدر من ولاية جيجل، ليسلبها أموالها ومجوهراتها التي فاقت قيمتها 250 مليون سنتيم، باستعمال الشعوذة وبتواطؤ مع زوجته التي حبكت معه خيوط الجريمة بعدما أوهمها بأنه يجيد الرقية لإبعاد «العين» و«التابعة»، ليهددها بالقتل باستعمال قوى خارقة والسحر الأسود عند استنفاذه كافة مدخراتها، وهي الحيلة التي انطلت عليها لسذاجتها.مجريات قضية الحال، بدأت حينما تعرفت الحلاقة وهي فتاة على قدر من الجمال والتربية على العريس المحتال، وعرض عليها الزواج بعدما أبدى نيته في خطبتها والارتباط بها رسميا، حيث أمهلها وقتا للتفكير بعرضه الذي استغلته للتقصي عن صمعته التي وجدتها طيبة حسب ما علمته من صاحبة محل الحلاقة الذي تشتغل فيه، حيث توطدت علاقتها به ويوما بعد يوم كان يخبرها أنها تعاني من «العين» ولابد لها من الرقية، حيث اصطحبها إلى أحد البيوت بأعالي بوزريعة، أين عرفها على سيدة التي أخبرها أنها ستشفى على يديهما، كونه هو الآخر يجيد الرقية، وهي الحيلة التي انطلت عليها لسذاجتها وسلمتهما على أساسها مجوهرات وأموال عبر مراحل خلال جلسات رقية وهمية، بعد تناولها ماء مرقيا تبين في وقت لاحق أنه مسحور، وعند استنفاذ كافة مدخراتها راح يهدّدها باستعمال قواه الخارقة وتحريض عليها الجن باستعمال السحر الأسود لقتلها في حال امتنعت عن منحه الأموال، كما فعل بعدد من الأشخاص في وقت سابق، لتكتشف في وقت لاحق أنها وقعت ضحية نصب واحتيال على يد دجال وزوجته اللذان لهما طفلة، ليتم متابعتهما قضائيا أمام محكمة بئر مراد رايس. المتهمان تغيبا عن جلسة المحاكمة، غير أنهما وخلال محاضر سماعهما أثناء التحقيق الابتدائي، فندا كل ما ورد على لسان الضحية، وجاءا برواية مغايرة تماما مفادها أنهما يدينان لها بمبلغ 27 ألف دج، والتي على أساسها تسلما منها الأموال، حيث طالبت الضحية على لسان دفاعها إلزامهما بإرجاع المبلغ المسلوب مع تعويض بقيمة 300 ألف دج. عليه التمس ممثل الحق العام تسليط عقوبة عامين حبسا نافذا وغرامة بقيمة 200 ألف دج.