علاقتي بتوفيق لا تتجاوز ممارسة كرة القدم.. ولهذه الأسباب لم أحدّثه عن إساءات الجهاز هذا ما أعرفه عن طرطاڤ.. وهذه علاقتي مع سعيد بوتفليقة حمّل رئيس تجمع أمل الجزائر ووزير السياحة عمّار عول جهاز «الدي أر أس» مسؤولية فبركة ملف الطريق السيّار وقضايا أخرى راح ضحيتها إطارات أكفاء في الدولة الجزائرية، مؤكدا بأنه ورغم الإساءات التي لحقته من هذا الجهاز فإنه لم يكلّف نفسه الحديث مع مدير الجهاز السابق في هذا الأمر خلال الفترات التي كانا يمارسان فيها لعبة كرة القدم معا. بداية سيدي الوزير رفضت لفترة طويلة الحديث عن قضية الطريق السيّار بحجة أن الملف أمام العدالة، اليوم أُغلق الملف فما تلخيصك لأحداث هذه الملف؟ خلاصة ملف الطريق السيّار شرق غرب أراها مثلما رآها أحد المتهمين الرئيسيين والمدانين في القضية على أنها تتمثل في صراع كان قائما بين مجموعتين في جهاز الأمن والاستعلام «دي أر أس»، أُخرج من خلالها هذا الملف إلى العلن وهو الذي أريد الترويج له على أساس أنه فضيحة في القطاع والزج باسمي فيها . كيف ذلك؟ أنا شخصيا تضررت كثيرا من هذا الملف فهذا الصراع انعكس عليّ سلبا من خلال محاولة تشويه سمعتي وتلطيخ إسمي في قضية أثبتت العدالة أنني بريء منها، كما تم تبرئة الأمين العام لوزارة الأشغال العمومية ورئيس ديواني منها، في حين تبيّن أن التقارير التي رفعت من قبل أطراف في جهاز المخابرات كانت مغلوطة ومقصودة. تلّمح إلى أن الجهاز لطّخ وشوّه صورة عمار غول؟ لم يشوّه بل حاولوا ذلك من خلال الإخراج الإعلامي والسياسي الذي تم انتهاجه في الملف. هل تقصد أن «دي أر أس» أراد تلفيق التهمة لك ولمقربيك؟ نعم تلفيق الملف والزج باسمي جاء من طرف مجموعة في «دي أر أس»، من خلال تقارير مغلوطة أثبتتها أحكام العدالة فيما بعد في جلسة علنية باسم الشعب الجزائري. لكن أنت كنت تلعب كرة القدم مع المسؤول الأول على الجهاز كيف يعقل أن تتعرض لمثل هذه الإساءات؟ نعم لعبت كرة القدم مع الفريق توفيق، فأنا لم أخلط بين القناعات والمسؤوليات والرياضة، والحمد لله أن الرياضة لا لون إيديولوجي لها ولا تتصادم مع اختلاف القناعات. هل تكلّمت مع الفريق التوفيق بشأن هذا الملف خلال لعبك معه؟ لم أقل للفريق توفيق كلمة واحدة حول الملف ولأنني رجل دولة وأؤمن بثقافة الدولة وثقافة المؤسسات، كما أنني كنت أُدرك جيّدا أن الحديث في القضية ليس مع التوفيق لأن العدالة هي المخول الوحيد للفصل فيها. وهل صادف وأن فتح معك الفريق المتقاعد توفيق الموضوع.. فالتقارير خرجت من مكتبه؟ لا لم يتحدث مدير الاستعلام والأمن السابق معي حول ملف الطريق السيّار شرق غرب، ولم يسأل أو يستفسر في أي نقطة فيه مطلقا. تقصد أن علاقتك بتوفيق في كرة القدم لم تجعلك ترفع له شكوى تخص التلفيقات الموجودة في تقارير الجهاز الذي كان يشرف عليه؟ أبدا.. قلت لك إن الملف كان في يد العدالة وأنا لست من الذين يخلطون بين العلاقات الشخصية ومهام المؤسسات. ما هو فحوى ملف الطريق السيّار؟ جل الملفات وليس فقط الطريق السيّار ينبطق عليها المثل القائل «تمخض الجبل فولد فأرا» .. فهي كلّها تهريج سياسي وتضخيم إعلامي، أدت إلى كسر العديد من المؤسسات وتعطيل عدة مشاريع ومصالح، وشوّهت سمعة الجزائر وكسّرت العديد من إطارات الدولة التي يجب إعادة الإعتبار لها. من المقصود من كل ما تقول؟ المقصود الأول من وراء هذه الحملة هو رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي حاولوا من خلال تلفيق هذه الملفات وتسويقها على شكل فضائح «من دون أدلة» لكسر الرئيس وتشويه إنجازاته، خاصة أن سوناطراك والطريق السيّار كانا لهما صدى كبيرا محليا ودوليا يعكس الإنجازات التي قام بها بوتفليقة في مدة قصيرة من توليه مهام الجمهورية. إذن تلمّح إلى أن صراع أجنحة «الدي أر أس» وراء كل ملفات الفساد؟ نعم العدالة أثبتت أن تقاريرهم لم تكن ذات واقعية وموضوعية، فملف الطريق السيّار وسوناطراك ملفقان إلى درجة كبيرة، مما تسبب في خسائر كبيرة مسّت بالوطن. بحكم علاقتك مع الفريق المتقاعد توفيق ولعبك الكرة معه.. هل الرئيس هو من أنهى مهامه؟ من يشكك في أن الرئيس هو من أنهى مهام الفريق توفيق أو وراء إجراء كل التغييرات في البلاد فهو لا يعرف الرئيس بوتفليقة، هذا الأخير هو المسؤول على كل المؤسسات وهو الذي يسيّر ويتابع عن قرب تجسيد قراراته، ومن يروّج لغير ذلك فهو جاهل أو مناور أو لديه أطماع لا تتماشى والإصلاحات العميقة. كيف ترى إذن التغييرات التي عرفها جهاز «الدي أر أس»؟ هذه التغييرات تدخل في إطار برنامج الرئيس والذي تضمن الإصلاحات في جميع المؤسسات، وهو أمر طبيعي وعادي وضروري من أجل التكيّف مع المرحلة الجديدة وطنيا والتطوّرات الموجودة في الجوار وهي قرارات شجاعة وقوية. بشير طرطاڤ على رأس الجهاز.. هل تعرفه؟ بشير طرطاق معروف أنه كفاءة وطنية ويعتبر على أنه قوة هادئة واختياره من قبل الرئيس بوتفليقة للمهام الجديدة يستحقها عن جدارة وامتياز. ماهي علاقتك بشقيق الرئيس؟ علاقة صداقة وأخوة والكثير مما يقال عن سعيد بوتفليقة تلفيقات تدخل في إطار تكسير الرئيس من خلال مقربيه. كيف ترون الصراع الخفي القائم بين الأفلان والأرندي حول الإستوزار؟ أعتبر ما يحدث بين سعداني وأويحيى داخل في إطار فضاءات التنافس وليس صراعا بين الحزبين. وحول منصب الوزير الأول؟
منصب الوزير الأول هو من صلاحيات الرئيس بوتفليقة وسلال أخ وصديق وتعيينه لثلات مرّات متتالية يؤكد أحقيته بهذا المنصب.