لم يتبادر الى عقول شباب تطوعوا خيرا لاجراء زيارة تفقدية لبيت الحاجة و المجاهدة الزهرة، بضيعة بوتاي، التي تقطنها بمفردها بضواحي دائرة بن سكران شمال شرق تلمسان، بمناسبة عيد المرأة، عرفانا بالجميل الذي قدمته لبلدها ابان ثورة التحرير أن يجدوا أطنانا من النفايات على اختلاف أنواعها و روائحها النتنة تتقاسم العيش معها في كل شبر من البيت في الغرف على الأسطح و في الفناء و حول مرقدها، حتى كادت المجاهدة تردم عنوة عنها وسط هذه النفايات، التي اذهل كمها الهائل الوافدين عليها و هو المشهد الذي حرك فيهم مشاعر الأمومة و الانسانية على حد سواء، فلو كانت هذه المجاهدة محتفظة بقواها العضلية و معها اسرتها لما وصل بها الحال الى العيش و التعايش رغما عنها مع الأوساخ و النفايات المنزلية التي يعود بعضها لعشرات السنين، منها علب أطعمة و قارورات بلاستبكية خاصة بالماء و المشروبات الغازية و أشياء كثيرة ابلاها الزمن الغادر و جعلها شاهدا على معاناة مجاهدة فذة من كل اشكال الفقر و الحرمان و اهمال السلطات المحلية، و في ردة جميلة و عاجلة لابناء بن سكران تكاثف ناشطون بجمعيات دات طابع خيري و ثقافي على غرار جمعية ناس الخير و الازدهار، و هبوا يدا واحدة لانتشال المجاهدة الزهرة من هجمة النفايات أين استعانوا بمكممات و عربات جرارات لاستخراجها و انتهت العملية بسحب تسعة عربات مملوءة بكل انواع الا وساخ و القاذورات، و جثت الجيوانات الضالة التي كانت الحاجة الزهرة تعيش معها رغم عنها و اخيرا تمت عملية التنظيف، و معها تكريم السيدة و التعاطف معها بابدال مكان النفايات بحاجيات منزلية متعددة من مأكل و ملبس، و غمر بعدها البيت نور و فرحة عارمة تخللها أخذ صور تذكارية مع المجاهدة و الحاجة الزهرة التي كرمها الله بالعمارة في الأرض و همشها القدر و البشر .