جندت الجماعات الإرهابية خلال السنوات الأخيرة، عددا من الموظفين والعاملين في أسلاك مختلفة، حسب طبيعة العمليات التي تخطط لتنفيذها، وتمكنت من ضم عناصر عملوا لسنوات في صفوف الدفاع الذاتي، المؤسسة الوطنية للخطوط الجوية الجزائرية إلى جانب أفراد من الجيش الوطني الشعبي، فضلا عن جعل أكبر عصابة تزوير في خدمتهم واستغلالها لتوفير هويات مزورة. كشفت المحاكمات الجنائية الخاصة بقضايا الإرهاب، عن تورط موظفين بهيئات ومنظمات رسمية، إلى جانب إطارات في صفوف القاعدة، تم تجنيدهم كعناصر دعم وإسناد لتنفيذ عمليات ضد المؤسسات التي يعملون بها، وآخرون تم اعتمادهم كعيون بمناطق ساخنة، لدعم مقترحات الإرهاب والعمل على تنفيذ مخططاتهم، كالاختطاف، زرع القنابل وترصد تحركات قوات الأمن. عناصر باتريوت من المكافحة.. إلى الولاء والخدمة؟. وصرّح عناصر من أعوان الدفاع الذاتي بمنطقة بني عمران أمام مصالح الأمن، أنهم ساهموا في نصب عدة كمائن لاختطاف أثرياء المنطقة، إذ أصبح هؤلاء في خدمة عناصر الجماعات المسلحة، رغم السنوات التي قضوها إلى جانب عناصر الجيش في محاربتهم، حيث تمت محاكمة ثلاثة منهم، من بينهم رئيس أعوان الدفاع الذاتي بالمنطقة "ز.نصر الدين" وإدانتهم بسنتين حبسا نافذا. وكان هؤلاء يعملون على توفير المعلومات الكافية عن أثرياء بني عمران، ورسم المخططات للإيقاع بهم بالتنسيق مع عناصر الجماعات المسلحة، إذ تجدر الإشارة إلى أنهم تخلوا عن مساندة قوات الأمن في مكافحة فلول الإرهاب بالمنطقة حسب تقارير أمنية تم إدراجها في ملف القضية، ليتم القبض عليهم بعدها بناء على معلومات تؤكد تعاملهم مع الجماعات الإرهابية. موظف بمطار هواري بومدين يجند على هامش الإجتماع! واتضح من خلال الملفات التي تم إحالتها على العدالة مؤخرا، والتي تم الفصل فيها، أن جماعة دروكدال تمكنت من تجنيد أحد الموظفين بمطار هواري بومدين، كان هذا الأخير على وشك تنفيذ الخطوة التي تم الاتفاق عليها بشأن زرع قنبلة لتفجيره، إذ تم اختيار هذا الأخير لإبعاد أي شك، وضمان نجاح العملية بدرجة كبيرة، خاصة بعد التأكد من استحالة إدخال القنبلة من طرف مواطن عادي إلى المطار دون تعرضه للتفتيش. وتم تجنيد موظف الخطوط الجوية الجزائرية، بعد انعدام الحلول لإدخال القنبلة إلى المطار، حيث تم الاتصال به وتهديده بضرورة الامتثال لأوامرهم أو القضاء على أفراد العائلة، خاصة وأنه سبق للمتهم تعرضه للتهديد من طرف الإرهاب، الأمر الذي جعله ينزل عند مطلبهم في إدخال القنبلة، حسب ما صرح به الأخير عند مصالح الضبطية القضائية، وتم الاتفاق على التاريخ الذي يتم فيه إدخالها لولا تدخل مصالح الأمن وإحباط العملية. محمد: من القوة الضاربة إلى الإنصياع والامتثال وفي السياق ذاته؛ صرح محمد إرهابي تائب وأحد عناصر الجيش الوطني الشعبي سابقا، أنه كان من أشد الحاقدين على الأعمال الإرهابية والإرهابيين، ما جعله يلتحق بصفوف الجيش الوطني الشعبي لمقاومتهم، غير أن هذه النظرة بدأت تتلاشى يقول محمد، بعد اللقاء الذي جمعه مع أخيه الإرهابي، هذا الأخير الذي طلب إليه العمل لصالح الجماعات المسلحة، ومدهم بالمعلومات من داخل الثكنة العسكرية. وأضاف محمد أن تردده على اللقاءات التي كانت تجمعه بأخيه وبعض الإرهابيين، ساهمت في إقناعه على العمل لصالحهم، ليصبح بذلك دعما قويا للجماعات المسلحة داخل أخطر الأسلاك الأمنية على الإرهابيين، يمدهم بأدق التفاصيل عن العمليات التي تنوي قوات الأمن القيام بها، التحق بمعاقلهم بعد انكشاف أمره ليصبح مدربا للمجندين الجدد بحكم خبرته في المجال. وكشفت التحريات التي قامت بها مصالح الأمن، حول عصابة تزوير من جهة أخرى، عن تورط إطارات ومهندسين في الإعلام الآلي مع الإرهاب، إذ يتم التعامل مع هؤلاء بغرض استخراج بطاقات وجوزات سفر مزورة للإرهابيين ذووا الجنسيات المختلفة، على غرار التونسيين، المغاربة والليبيين، لتسهيل مهمة تنقلهم داخل المدن الكبرى وتنفيذ العمليات الموكلة إليهم، إلى جانب استغلال آخرين في صناعة المتفجرات وغيرها من الأمور التقنية.