كشفت مصادر مسؤولة من مستشفى وهران الجامعي أن كميات الأدوية الفاسدة التي تم اكتشافها منذ عدة سنوات لا تزال مكدسة بأحد المخازن التابعة للمستشفى رغم التقارير الطبية التي أكدت عدم صلاحيتها وخطورتها الكبيرة على المرض وكذا جمال المستشفى. وحسب ما أوضحته ذات المصادر ل "النهار" فإن الوزارة الوصية قد قررت إتلاف الكميات الهائلة المكدسة من الأدوية لكن مع التغييرات التي حدثت مؤخرا على هرم الوزارة لم يتم تنفيذ القرار بعد، حيث بلغت قيمة الأدوية الفاسدة حوالي 2 مليار سنتيم، وبخصوص ذلك أرجعت مصادر مطلعة من المستشفى سبب ذلك إلى غياب محرقة بأكبر مستشفيات غرب البلاد للتخلص من النفايات الطبية وهو ما أدى إلى الاستغناء عن حملها عبر شاحنات ذات حمولة كبيرة إلى غاية العاصمة على اعتبار أن الأمر يتطلب مصاريف مالية كبيرة، وأشارت ذات المصادر إلى أنه تم غلق الأدوية الفاسدة بإحكام عبر أكياس بلاستيكية لتفادي تسرب الروائح الكريهة، يحدث هذا في الوقت الذي تشكو فيه العديد من المؤسسات الاستشفائية والعيادات الخاصة من انعدام محارق متخصصة في إتلاف وحرق المواد الصيدلانية والمستلزمات المستخدمة في مجال العلاج والعمليات الجراحية لتفادي نقلها عن طريق العدوى إلى المواطن، علما أن أغلب الأدوية المكدسة تتضمن ضمادات وقطن مستعمل وكذا مواد ومعدات أخرى منتهية الصلاحيات وهي عبارة عن مواد شبه صيدلانية وشبه طبية. تجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية التي تم اكتشافها منذ أكثر من 4 سنوات كانت قبل ذلك مخبأة بعيادة حمو بوتليليس بوسط المدينةوهران "كونيو" سابقا وبداخل 4 مصالح استشفائية تابعة للمستشفى الجامعي، ويبقى ملف الأدوية الفاسدة يثير ضجة كبيرة داخل قطاع الصحة ولم تنقذه التحقيقات واللجان الوزارية التي قامت في العديد من المرات بتفقد المستشفى وفتح ملف خاص بالأدوية الفاسدة والخسائر المالية التي تكبدها.