حوامل تتنقلن من مشفى لآخر لإجهاض حملهن المتوقف تشهد مصالح التوليد توافد مئات الحالات، تخص حوامل تعرضن إلى توقف حملهن في الشهور الأولى، حيث يضطررن إلى اقتناء حبوب «السيتوتاك» الخاصة بإجهاض الحمل المتوقف، من خارج المستشفى لاستخدامه في قاعات الولادة. وفي صعيد ذي صلة، أكد مصدر رسمي من المركز الوطني لليقظة بخصوص الأدوية والعتاد الطبي ل «النهار»، أنه تلقى خلال السنوات الأخيرة، العديد من التحذيرات من قبل أطباء وأشخاص لم يكشفوا عن هويتهم، بخصوص استخدام دواء «السيتوتاك» المعروف علميا بإسم «ميزوبروستول» على مستوى مستشفيات الوطن. وأوضح ذات المصدر، أن الدواء هو في الأصل موجّه لعلاج القرحة الهضمية، إلا أن من بين أعراضه الجانبية، التسبب في تقلصات بالرحم، وبالتالي إنهاء الحمل وتنزيل الجنين، مؤكدا أنّ الدواء يتم اقتناؤه من الخارج بطريقة سرية، كونه ممنوع من الدخول إلى الجزائر، وليس مسجلا ضمن التسميات الدوائية المتداولة في الجزائر. وعلى صعيد متصل، أكّدت مصادر طبية، أن دواء «السيتوتاك» متداول بشكل سري في مصالح التوليد، مشيرة إلى أنه يستعمل لتنزيل الأجنة الميتة، لتفادي دخول الأم إلى قاعة العمليات، وإخضاعها للتخدير الكلي، وتقدر تكلفة الدواء ب18 أورو للعلبة الواحدة، مشيرة إلى أن الحوامل اللواتي فقدن أجنتهن، يطلب منهن اقتناء هذا العقار من خارج المستشفى، على الرغم من أنه لا يملك رخصة للتسويق، ويدخل الجزائر عن طريق التهريب، كما يتم جلبه من قبل أطباء خواص من فرنسا، حيث يقومون ببيعه ب5 آلاف دينار للحبة الواحدة في عياداتهم الخاصة، كما هو الحال لطبيب متخصص في أمراض النساء بالعاصمة، يمارس مثل هذا النوع من التجارة تحت الطلب. وأكد ذات المصدر، أن استهلاك دواء «السيتوتاك» وراء تسجيل وفيات لدى النساء بسبب النزيف الحاد، وتقطّع الرحم لديهن، حيث تعرضت امرأة لتقطّع رحمها في عيادة خاصة كائنة في سنتوجان ببلدية بولوغين في العاصمة، فيما فقدت أخرى جنينها بمستشفى بلفور، بسبب توقف قلبه عن النبض في الشهر الثامن.