كشفت مصادر حسنة الاطلاع عن تعزيزات أمنية مشددة، تشهدها بعض ولايات الوسط والشرق الجزائري، قصد التصدي لعمليات إرهابية محتملة من قبل ما يعرف بتنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة و القتال''، بإمارة المدعو ''دروكدال''، تزامنا مع الحدث السياسي الهام المتمثل في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستشهدها البلاد. وجاء هذا بعد معلومات أدلى بها تائبون مؤخرا، وأوردت لمصالح الأمن، تفيد بأن تنظيم'' القاعدة'' يخطط لتنفيذ عمليات الاختطاف التي كان قد تبناها في وقت سابق، وذلك بحثا عن التمويل الذي قل وانعدم نتيجة الحصار المفروض على جماعات الدعم والإسناد لها، وحسب المصدر ذاته، فإن قوات الأمن في عدد من ولايات الشرق والوسط، توجد حاليا في حالة استنفار قصوى، بعد أن تلقت وحداتها في الأسابيع الأخيرة تعليمات صارمة من السلطات العليا بتكثيف عمليات المراقبة على مداخل الولايات ومخارجها، وكذا تعزيز تواجد عناصر الأمن بالزي المدني وسط الأحياء، في محيط الشركات والمواقع التي يوجد بها عمال وموظفون أجانب خاصة، فضلا عن تكثيف العمل الاستخباراتي لكشف تحركات بقايا الجماعات المسلحة التي تنشط ببعض المناطق، خاصة ولايات المنطقة ''الثانية''المعروفة ''بدمويتها''، وهي ولاية بومرداس، تيزي وزو، البويرة،البليدة، إضافة إلى عين الدفلى، سطيف، عنابة، سكيكدة. وتسعى كتائب جماعة عبد المالك دروكدال، المكنى مصعب أبو الودود، بعد التعليمات التي وجهها لتنظيمه، إلى تنفيذ عمليات اختطاف للمطالبة بالفدية كحل لمواجهة إشكالية التمويل التي يواجهها التنظيم بعد سقوط أغلب جماعات الدعم والإسناد، إما بتوقيفهم من قبل مصالح الأمن أو باستسلامهم للاستفادة من تدابير السلم والمصالحة الوطنية. وقد جاء تحرك مديرية الأمن الوطني، بناء على المعلومات التي أدلى بها إرهابي موقوف مؤخرا، كشف عن تفاصيل الاجتماع الذي عقده زعيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال في نهاية شهر نوفمبر، واستمر إلى الأسبوع الأول من ديسمبر الفارط، وذلك بجبال '' وادي حمام '' بالقرب من منطقة ايعكوران بولاية تيزي وزو، حيث استدعي في هذا الاجتماع أمراء المناطق الوسطى والشرقية، وقد كان محور هذا اللقاء التركيز على ضرورة الاختطاف لتحصيل الأموال عن طريق طلب الفدية، بعدما نجحت مصالح الأمن من فرض حصار على جماعات الدعم والإسناد وتجفيف منابع التمويل التي كان يعتمد عليها ''دروكدال'' وجماعته في شراء الأسلحة والمتفجرات، لتنفيذ العمليات الإجرامية والانتحارية التي أودت بحياة مئات الأبرياء.