من نوعها بعض الشيء، مثل مؤخرا، أمام قاضي التحقيق لدى محكمة الجنح بالأخضرية، ثلاث متهمين أحدهم بتهمة التحريض على السرقة، والآخرين بتهمة إخفاء أشياء مسروقة، ولكن اللص الحقيقي الواقف وراء كل السرقات، هو طفل قاصر لا يتعدى سنه 13 سنة، والغريب في الأمر أنه قام بسرقة مجوهرات والدته، وهو الطفل الذي اعتاد التجوال في الأسواق، والذي اعترف في مجمل تصريحاته أن المتهم في قضية الحال حرضه على القيام بعملية السرقة بعدما أغراه بمأكولات ومشروبات، الأمر الذي أنكره المتهم، وقال أن الطفل هو من قصده وفي يده سوار مكسور يزن 5,1 غراما من الذهب، حيث أخبره بأنه وجده ملقا على الأرض، مما جعله يرافقه إلى أحد التجار باعة المجوهرات بالمنطقة، لمعاينة القطعة والتأكد إذا كانت فعلا من المعدن الأصفر أم معدنا آخرا، ولما ثبت أنه قطعة ذهبية قام ببيعه إلى العامل في ذات المحل، مما وضع هذا الأخير في دائرة تهمة التكتم عن أشياء مسروقة، أما مالك المحل والذي كان غائبا لحظة تتمة الصفقة حسبما أكده العامل الذي لم يخبر صاحب المحل، ولم يدون عملية الشراء غير أن هذا لم يشفع لصاحب المحل الذي واجه بدوره نفس التهمة، ولكن بدرجة أقل. وحسب تصريحات المتهم الأول، فقد منح الطفل مبلغ ألفي دينار زائد هاتف نقال، مضيفا أنه وبعد مرور 20 يوما عن الحادث، قصده والد الطفل وبيده سوار مشابه للسوار الأول، الذي باعها طالبا منه مرافقته إلى محل المجوهرات لصناعة سوار مطابق له، كما اعترف ببيعه للسوار الأول الذي أحضره له ابن الضحية في قضية الحال، أما الحادثة فقد اكتشفتها الوالدة التي تفطنت لاختفاء سوارها وبعد إلحاح منها على ابنها، اعترف لها هذا الأخير باستحواذه عليه، ودلها على الشخص الذي باعه إياه. فيما أكد المتهمان الآخران في قضية الحال، أنهما لم يشتريا سوى سوار واحد مكسر، وعلى هذا الأساس تمت تبرئة ساحة صاحب المحل، وأدين المتهم الأول بعقوبة 18 شهرا حبسا نافذا، ومليون دينار غرامة نافذة، أما المتهم الثاني فعوقب ب6 أشهر موقوفة النفاذ، و60 ألف دينار غرامة مالية نافذة، مع إرجاع كل المسروقات، أو ما يعادلها من المال.