ارتفاع أسعار المواد الغذائية، سوء الظروف المعيشية، الانتخاب قناعة شخصية، عدم الرضا ببرامج المترشحين والبطاطا تتحكم في نظرة الجزائري للسياسة'' هي عينة من بعض آراء المواطنين بالعاصمة يوم الانتخاب أمس الخميس، فعلى غرار حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية اللذان قاطعا الانتخابات الرئاسية هذه السنة، فهناك مواطنون جزائريون عزفوا عن الانتخاب دون أي توجه سياسي. و في جولة قادت ''النهار'' إلى شوارع العاصمة يوم أمس، الذي حدد للانتخاب فقط دون العمل، لمسنا جوا مغايرا، فمواطن متجه إلى صندوق الاقتراع وآخر رفض التقرب من مكتب الاقتراع لأسباب شخصية كما هو حال ''دحمان'' من بئرخادم، وهو تاجر حر الذي تحدث إلينا بكل تلقائية قائلا ''لا أنتخب وبكل صراحة كثير من المواطنين عزفوا عن الانتخاب بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأيام الأخيرة ''، وأضاف مراد ''أنا لا تهمني السياسة ومن يحكم البلاد، المهم أن أكون مرتاحا من ناحية العمل وعدم مواجهة العراقيل في حياتي اليومية''، ليتدخل، محمد، الذي رفض التوجه إلى صندوق الاقتراع رفضا قاطعا، مؤكدا ''الجزائر مرت بفترة جد صعبة وهي العشرية السوداء، فعند مقارنة الوضع الحالي بالذي مضى فالحمد لله، وأضاف قائلا ''أنا وأخي رفضنا الانتخاب بسبب أن قناعاتنا متجهة إلى بقاء الرئيس الحالي في كل الأحوال''، في حين تحدث إلينا إسماعيل يعمل بأحد المؤسسات الخاصة ''تابعت كل برامج المترشحين الستة عبر كامل وسائل الإعلام وحقيقة لم أرض ببرنامج احدهم وهو رأيي الشخصي، ولم أقتنع بتاتا لأننا ألفنا الوضع الحالي وأعتقد أنه لن يتغير حتى ولو حدث التغيير''. ومن جهة أخرى، التقينا كريمة صاحبة 36 سنة وأم لثلاثة أطفال التي أكدت أنها لن تتقرب من صندوق الانتخاب لأن تقول مستاءة من الوضع المعيشي في الجزائر، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمنتجات بصفة عامة وتضيف ''المواطن الجزائري لا يحب سياسة المساس بالجيب''، لتعطي مثالا بمنتوج البطاطا الذي يعتبر من المأكولات الأساسية للجزائري، ونرى أنها ارتفعت قبيل الاستحقاق الرئاسي ما جعل الكثير يرفضون الانتخاب''. كما ركزت، دليلة، في حديثها على وضعية المواطن التي لن تتغير حتى وإن انتخب 10 مرات ''لا يهمني أن أصوت لأي أحد من المترشحين''. وفي نفس الإطار، قالت الحاجة مريم بساحة أودان بصريح العبارة ''البطاطا تتحكم في ذهنية ونظرة المواطن البسيط''. وخلال الجولة الاستطلاعية التي قادتنا إلى بعض شوارع العاصمة، متجهين إلى العازفين عن الانتخابات الرئاسية هذه السنة، فأكد، سمير، عامل بسيط، أنه لم ينتخب قائلا ''لم أصوت وقاطعت الانتخابات دون أي توجه سياسي وتابعت كل الحملات الانتخابية، وحتى الأحزاب المقاطعة، وأضع كل المترشحين والمقاطعين في كفة واحدة، باعتبارهم لم يزعزعوا في قناعة التوجه أو العزوف عن الانتخاب عبر خطاباتهم الجافة''. ومن جهة أخرى، بعيدا كل البعد عن المقاطعين للانتخابات لأسباب شخصية وأخرى تتعلق بوضعية المعيشة للمواطن الجزائري، قال، الحاج الطاهر، الذي التقيناه بساحة أول ماي ''لم أنتخب لأن لي توجه سياسي معين وخاص، لكن دون التقرب إلى صناديق الاقتراع فأنا أبايع المترشح الحر عبدالعزيز بوتفليقة دون الإدلاء بصوتي، وهو نفس الرأي الذي شاطره كمال، لكن خالف المبايعة إلى مرشحة حزب العمال لويزة حنون. وفي سياق متصل، تردد إلينا شابان حمزة ورضا، مطالبين بالتطرق إلى رأيهم في الجريدة فقال حمزة ''صراحة نتائج الانتخابات واضحة وضوح الشمس، ولا يهم التصويت حتى ولو أنه واجب وطني وهو ضروري، على الشعب الجزائري التقرب والإدلاء بأصواتهم استجابة للواجبات القانونية''، وأضاف رضا ''أبايع أحد المترشحين الذي أقنعني ببرنامجه ولن أدلي بصوتي له، حتى وإن كنت مطالبا بوضع ورقة بيضاء''.