قررت قاضية محكمة الجنايات بمجلس القضاء العاصمة أول أمس، إفادة المتهم"خ. نور الدين" بالبراءة من جرم السرقة المسند إليه، بعد ثبوت براءته من الجرم الذي كان يشتبه فيه في سرقة شاحنة من الحجم الكبير من محضر السيارات بجسر قسنطينة، وهي القضية التي سبق الفصل فيها في الدورة الجنائية لمارس 2007 والحكم على المتهم الرئيسي بعشرة سنوات سجنا نافذا، فيما حكم على المتهم الحالي غيابيا ب 20 سنة سجنا نافذا. الوقائع وباختصار، حسب ما دار في جلسة المحاكمة، فإنها تعود إلى تاريخ 16 ماي 2006 عندما تقدم إلى مصالح الأمن المدعو"د.خالد"من أجل التبليغ عن عثوره على شاحنة صهره التي كانت مركونة بمحشر السيارات داخل مجمع سكني بجسر قسنطينة، الشاحنة محل البحث كانت من نوع "سوناكوم" لونها أخضر، وبعدما تقدمت مصالح الأمن إلى عين المكان أجابهم هذا الأخير أنه قد أحضرها شخص يجهل هويته ويتذكر ملامح وجهه، كما سلمه هذا الأخير مبلغ 6 آلاف دينار مقابل حراستها لمدة زمنية، وأضاف المتحدث أنه كان يتردد مرارا عليها من أجل صيانتها، وفور تلقي مصالح الأمن هذه المعلومات باشرت بتحرياتها، كما نصبت كمينا للمتهم "م. ش"، ويذكر أيضا من ملف القضية أن الضحية سبق له وأن أودع شكوى عن ضياع شاحنته. المتهم في قضية الحال، المدعو "م.ش" سائق الشاحنة أكد أن الوقائع تعود حيثياتها إلى التاريخ السالف ذكره، وأنه اتفق مع شخصين من أجل ايصالهم إلى تبسة بمقابل مادي، كما اعترف المتهم أنه تعرف على المدعو"ب.ج" الذي أكد أنه يدعى "الحاج" وقام بايصاله إلى العاصمة مقابل مبلغ 2 مليون، وعندما وصلوا إلى منطقة الروبية طلب منهم المتهم أن يتوقفوا من أجل قضاء حاجة، وعندما رفض السائق تعرض إلى الضرب من قبل المتهمين الآخرين وسرقت منه الشاحنة وتم ركنها بمحشر السيارات بجسر قسنطينة، وللإشارة فالمتهم الذي ظهر عليه العياء الكبير وحتى الفقر من خلال لباسه، حيث مثل أمام هيئة المحكمة بحداء مطاطي، وتميزت محاكمة هذا الأخير بالتزامه بالنكران، مؤكدا في هذا الشأن أن القضية كيدية، وطلب من المحكمة الإفراج عنه للعودة إلى أطفاله الذين هم بحاجة إليه، وهو ما كان بالرغم من التماسات النيابة العامة التي قضت بالسجن 10 سنوات.