لو كان بالإمكان تسليم كأس أخرى للفريق الذي سيطر على مجريات المباراة لاستحقها أهلي البرج بجدارة واستحقاق، من خلال السيطرة المطلقة التي فرضها على مجريات المباراة سواء تعلق الأمر في الوقت الرسمي أو الإضافي، إلا أن الكأس اختارت في آخر المطاف شباب بلوزداد الذي كان الحظ إلى جانبه في ضربات الترجيح، خاصة مع تألق الحارس البلوزدادي فلاح. وعلى الرغم من عجز الأهلي عن التتويج بالسيدة الكأس، إلا أن الأهلي خرج مرفوع الرأس بعد الذي قدمه، حيث أجزم الجميع سواء الذي تابع المباراة من الملعب أو من الشاشة الصغيرة، أن الأهلي كان يستحق التتويج، إلا أن السيطرة في قاموس السيدة الكأس لا يعني على الإطلاق التتويج بها، على اعتبار أن عامل الحظ له دور فاعل في صنع الفارق، حيث أن الحظ اختار الشباب في ضربات الترجيح التي ابتسمت لأشبال المدرب محمد حنكوش. فالعلامة الكاملة للتشكيلة البرايجية التي أمتعت الحضور بالمردود الطيب الذي أبانته خلال اللقاء، كما أن وصول الأهلي إلى المحطة النهائية لمنافسة السيدة الكأس كان بعد مشوار متميز أقصى من خلاله العديد من الأندية الكبيرة، آخرها وفاق سطيف. يعيش تفوق تكتيكيا على حنكوش وعبث به التفوق الملحوظ للأهلي البرايجي خلال المواجهة النهائية ما كان ليكون لولا الخطة التكتيكية المحكمة المنتهجة من قبل المدرب البرايجي عبد القادر يعيش، الذي أبان عن تفوق تكتيكي ملحوظ على نظيره من شباب بلوزداد محمد حنكوش، وهو ما تجلى فوق أرضية الميدان، ومكن الأهلي من فرض سيطرة شبه مطلقة على مجريات المباراة منذ البداية، وكذا الفرص العديدة السانحة للتهديف التي أتيحت للقاطرة الأمامية طوال عمر المواجهة في وقتها الرسمي وحتى في وقتها الإضافي، غير أن مفعول الخطة التكتيكية انتهى بانتهاء الوقت الرسمي والإضافي للمباراة، أين كان لضربات الترجيح بعد ذلك القرار النهائي والفاصل. سيطرة مطلقة، وحشود، بوحربيط واسمبا ضيعوا القاضية ويكفي التذكير هنا بالسيطرة الشبه مطلقة التي فرضتها التشكيلة البرايجية من خلال الفرص العديدة التي أتيحت للتهديف والتي حال الحظ من جهة وبراعة الحارس البلوزدادي فلاح من جهة أخرى دون هز الشباك، على غرار أخطر فرصة من البديل اسمبا في الد128 بعد انفراده وجها لوجه مع الحارس فلاح ، إلى جانب الفرصة الأخرى التي أتيحت لبوحربيط في الد105 والتي أنقذها فلاح بأعجوبة، دون الحديث عن باقي الفرص التي أتيحت خلال الوقت الرسمي كقذفة حشود في الد48 والتي اصطدمت بالقائم تحت تصفيقات الرئيس بوتفليقة، وفرص أخرى كانت ستقلب جميع المعطيات. وشهد شاهد من أهلها أقر مدرب شباب بلوزداد بالسيطرة المطلقة التي فرضها أهلي البرج على مجريات المباراة ، حيث لم يتوان هذا الأخير في التأكيد على أن البرج كان يستحق التتويج أكثر من فريقه، وهو اعتراف ضمني بأن الأهلي كان الأجدر بالتتويج مقارنة بفريقه الذي ظهر بعيدا عن المستوى المطلوب، وهذا بسبب الأداء المتميز الذي أبانته التشكيلة البرايجية في الوقت الرسمي وكذا الإضافي، الأكيد أن أسى "الجراد الأصفر" بضياع هذا التاج كان وقعه أخف على ضوء المردود المتميز الذي ظهرت به التشكيلة. البرايجية يندبون سوء الحظ ويحضرون لتكريم اللاعبين ويعيش القناعة بالمردود، الإستقرار مطلب الجميع، ونقاط النصرية لضمان منافسة دولية عاشت شوارع مدينة البرج منذ نهاية المباراة النهائية أمام شباب بلوزداد، وتفويت الفريق فرصة تاريخية في انتزاع لقب تاريخي، أجواء من الحزن والاستياء الذي ظهر جليا على ملامح الجميع بمختلف الأعمار، من شيوخ وشبان وكهول، وعلامات التأسف على الفرص السانحة التي تفنن اللاعبون في تضييعها، وقد خفف الظهور القوي والمردود الجيد المقدم من قبل رفقاء كيال من حالة الإحباط النفسي وسط أنصار الأهلي، معتبرين أن بقاء الحارس كيال في عطلة طيلة فترات المباراة يؤكد السيطرة بالطول والعرض عل أطوار المواجهة، وأن عناصر التشكيلة أدوا دورهم عل أكمل وجه، ويجمع الكل أن الحظ لم يكن إلى جنب فريقهم هذه المرة، ليبقى مصدر الارتياح أن الملايين من المشاهدين اكتشفوا أول أمس الخميس أن الأهلي يمتلك تشكيلة قوية وأنصارا من ذهب لولا خيانة ضربات الترجيح على حد تعبير أحد المناصرين الأوفياء. تخوفات من التفكك، والاستقرار مطلب الجميع في نفس السياق، لم يجد أنصار الأهلي البرايجي من تفسير لهذه الهزيمة سوى سوء الحظ في الضربات الترجيحية، حيث لم تصدر أي انتقادات خاصة بمردود وأداء كل عنصر، كما لقيت اختيارات الطاقم الفني والتغيرات التي قام بها مع فترات المباراة استحسان الجميع، وكل برايجي يتفانى في مناصرة "الكابا" أبدي تمسكه بالإبقاء على الطاقم الإداري، الفني وعناصر التعداد الحالي الموسم القادم، بعد الموسم الاستثنائي الذي أداه كيال، بيطام، حشود وبوحربيط، خاصة في ظل التخوفات من تأثير هذه النتيجة وتؤدي إلى تفكك المجموعة من إدارة، لاعبين وطاقم فني. الأنصار يحضرون لتكريم المدرب واللاعبين أمام النصرية قرر أنصار أهلي البرج بداية الإعداد لحفل يليق بالمشوار الجيد الذي قدمه اللاعبون والطاقم الفني طيلة الموسم الحالي، حيث سيكون لقاء الخميس أمام النصرية موعدا لتكريم أنصار الأهلي للاعبين والمدرب يعيش الذي يعترف له كل البرايجية بالعمل الجبار الذي قدمه منذ إشرافه على التشكيلة بعد مرور جولات قليلة على بداية بطولة الموسم الحالي. أبان عن مؤهلات متميزة وكان أحسن العناصر فوق الميدان بيطام... فتى برايجي من ذهب، إنتظروه فهو قادم أبان اللاعب الشاب لأهلي البرج بيطام عن مستوى جد طيب، وتميز خلال مباراة النهائي، ماجعله محل إشادة كل من شاهده خاصة من المتتبعين الذين كانوا يترقبون الوجه الذي سيظهر عليه النجم الأول في الأهلي هذا الموسم حشود، قبل أن يظهر بيطام بمستوى جد متميز جعله محل إعجاب الجميع، والذين تنبؤوا له بمشوار كبير من خلال الإمكانيات الكبيرة التي أظهرها طوال المباراة ما جعله الأحسن على الإطلاق من جانب الأهلي حتى لا نقول في المباراة، والأكيد أن المستوى المتميز الذي ظهر به اللاعب بيطام في هذا النهائي الذي كان محل متابعة أغلبية الجمهور الرياضي الوطني وحتى العربي، سيجعله محل تهافت العديد من الأندية وبدرجة خاصة الجزائرية، غير أن ما استقيناه من المحيط المقرب من الإدارة البرايجية أكدت رفض الإدارة الاستغناء عنه خاصة وأن هذا اللاعب كان إلى وقت ليس ببعيد محل اهتمام بعض الأندية التي اكتشفت موهبته، خاصة في طريقة لعبه والتي أعادت إلى الأذهان طريقة لعب النجم الدولي السابق لخضر بلومي من خلال التمريرات المليمترية وكذا دقة تحكمه في الكرة، مؤهلات تنبيء بمستقبل زاهر لهذا الفتى البرايجي الذي اظهر بأنه من ذهب وسيكون له شأن كبير في المستقبل القريب. لا أثر للرايات، إشاعة وفاة مناصر، والجميع عاد سالما عرفت مدينة البرج بعد نهاية المباراة حالة من الهستيريا، تجمع الأنصار مجموعات مجموعات في حديث ذو شجون وتكرار لقطات المباراة، والجميع يندب سوء الحظ لتختفي كل آثار الفرحة والاحتفالات التي عرفتها المدينة طيلة الأسبوع بعد أن تم نزع كل الرايات التي كانت معلقة في زوايا وشرفات المنازل، ليرتاح الجميع لعودة الآلاف من المناصرين بسلامة كاملة بعد أن تبين أن خبر وفاة المناصر مجرد إشاعة، حيث لم تسجل سوى بعض الحالات التي تلقت علاجات في مستشفى البرج بسب ضربة شمس التي لحقت بالعديد وتعرض أحد الأنصار إلى كسر على مستوى الرجل. التشكيلة عادت البارحة في صمت والاستئناف غدا إلتحق تعداد الأهلي بمدينة البرج منتصف يوم البارحة في صمت وبعيدا عن الأنظار وبحضور عناصر الفريق التي تقطن قريبا من مدينة البرج، بعد أن منح المدرب يعيش الإذن لبقية العناصر بالاستفادة من راحة البارحة واليوم والالتحاق بالتدريبات غدا الأحد للاستعداد لمواجهة الجولة الأخيرة أمام نصر حسين داي والعمل على إنقاذ الموسم وضمان مرتبة مؤهلة لمنافسة دولية الموسم القادم. قالوا عن النهائي عبدالقادر يعيش (مدرب شباب أهلي برج بوعريريج): "هذه هي كرة القدم، لقد سيطرنا على أكبر فترات المقابلة وسنحت لنا العديد من الفرص للتهديف لكن بدون النجاح فيها للأسف. في بعض الأوقات رياضة كرة القدم غير منصفة، صراحة لا نستحق الهزيمة اليوم، أشكر لاعبي البرج الذين بذلوا قصارى جهودهم، في الأخير أهنيء شباب بلوزداد على التتويج". مروان كيال (حارس شباب أهلي برجبوعريريج): " لقد خسرنا النهائي بطريقة مجحفة، في وقت سيطرنا كلية على المنافس، اللاعبون قدموا عروضا جيدة خاصة في الوقتين الاضافيين، حيث سنحت لنا فرصا عديدة للتسجيل، للاسف الحظ لم يكن بجانبنا. ورغم هذا الاخفاق المر، نحن فخورين لأننا فزنا بفريق ستكون له كلمته مستقبلا. حققنا مشوارا رئعا في البطولة وفي الكأس هذا الموسم، كنا نتمنى إنهاء الموسم بالتتويج، لكن لم يكن ذلك ممكنا. أهنيء فريق شباب بلوزداد بتتويجه". علي هواري (مدافع شباب أهلي برج بوعريريج): "صراحة فريقنا لا يستحق الانهزام اليوم وبهذا الشكل، لقد سيرنا المباراة بطريقة جيدة في كامل أطوارها وكان بمقدورنا التسجيل في أي لحظة نظرا للفرص العديد التي لم نحسن إستغلالها. وكان بإستطاعتنا تسجيل ولو هدف، أما سلسلة ضربات الجزاء فهي قضية حظ. أشكر الجمهور الذي ساندنا طيلة المباراة ولا أنسى أن أهنيء بلوزداد بتاجها. بلواهم: "الحظ خاننا ونعتذر لأنصارنا" "أعتقد أننا قدمنا ما علينا طيلة فترات المباراة، وكانت تحذونا رغبة كبيرة في أن نجعل من هذا الموعد التاريخي عرسا حقيقيا، لكن الحظ لم يكن إلى جانبنا حيث لعبنا جيدا ولم نتمكن من تحقيق الفوز، وهذه هي كرة القدم حيث أننا في بعض المباريات لم نلعب جيدا وفزنا واعتذر لأنصارنا".