هل لنا الحق كم كان صعب علي التطرق إلى هاته الحيثيات الواردة من مرسيليا قبيل أيام قلائل عن هذا الموعد الحاسم، لولا مشاعر الغيرة التي قادتني إلى التطرق إلى هذه الوقائع التي وقفنا عليها، وكلي أمل أن أكون مخطئا في كل كلمة أكتبها، وأن يتمكن منتنخبنا الوطني من قهر "الفراعنة" وإسعاد عامة الجزائريين الذين لا يتصورون غير الفوز على مصر (إن شاء الله)، لكن وجدنا الغيرة الوطنية تقودنا إلى ضرورة إشراك عامة الشعب الجزائري وقرائنا بالأساس في هاته المخاوف التي نرى أنها مشروعة، وارتأينا طرح التساؤل على الناخب الوطني رابح سعدان كبوابة لهاته المخاوف، فما الذي تحقق خلال المرحلة الأولى من التربص الإعدادي التي خصصت لركوب الدراجات والتجول في شوارع مارسيليا، وكأن الأمر يتعلق بمواجهة ودية تحضيرية أو مباراة لا طائل منها، وليس مواجهة صعبة ومحلية أمام منتخب مصري لا يفكر إلا في العودة إلى دياره بكامل الزاد، والصور القادمة من مكان تربص المنتخب الوطني خير دليل على ذلك، ومثلما حاولت إجهاد تفكيري في إعطاء تبريرات مقنعة لحالة التسيب السائدة في التربص الإعدادي للمنتخب الوطني قبيل أيام قليلة فقط عن موعد الحسم، إلا أني لم أجد ولا مبرر مقنع خاصة مع ارتفاع وتيرة الترقب لموقعة البليدة، فقررت إشراك قرائنا الأعزاء لعلي أجد ولو مبررا واحدا يزيل هاته المخاوف التي أضحت تؤرقني وتجعل لسان حالي يقول " الله يستر ويجيب الخير مع مصر" " المرحلة الأولى خصصت للنزهة بأمر من سعدان" وفي ذات سياق هذا الطرح، لا يمكن سوى التساؤل عن ما إذا كانت المرحلة الأولى من هذا التربص الإعدادي الذي انطلق يوم 25 ماي المنصرم وامتد إلى غاية أمس الاثنين ارتأى الناخب الوطني رابح سعدان أن يكون نزهة مدفوعة الأجر من قبله للاعبي "الخضر"، أم كما أكد بشأنه في آخر ندوة صحفية قبل تنقل المنتخب الوطني إلى فرنسا سيتم التركيز فيها على الجانب البدني، لكن ما هو حاصل أن المرحلة الأولى من التربص الإعدادي كانت موجهة بالأساس إلى ركوب الدراجات والا ستمتاع بجمال شوارع مدينة مرسيليا الفرنسية واقتناء الهدايا وما شابه ذلك بترخيص من المدرب الوطني على الرغم من تأكيداته على أن تربص فرنسا سيكون التربص الأكثر حزما أن صح القول- من خلال الإجراءات التي تم اتباعها والتي امتدت إلى حد منع وسائل الإعلام المتواجدة في مكان التربص من الاقتراب من لاعبي "الخضر" بحجة عدم التأثير على تركيزهم، في حين ما يحدث هناك عكس ذلك تماما. "الفراعنة انهوا تربصهم، ونحن..." وكمقارنة بسيطة لتحضيرات منتخبنا الوطني إلى حد الآن، وتحضيرات المنافس المنتخب المصري نجد الاختلاف الغير مبرر، فجدير بالذكر أن منتخب "الفراعنة" قد عاد أمس إلى القاهرة بعد أن أنهى تربصه التحضيري المغلق الذي أجراه بسلطنة عمان والذي تخللته مواجهة ودية تحضيرية أمام المنتخب المحلي، في حين مرحلة الجد لنا كمنتخب جزائري لم تنطلق إلا أمس الاثنين، وهو ما يؤكد على أن المرحلة الأولى من التربص الإعدادي للمنتخب الوطني قد ذهبت هباء منثورا من خلال ما سبق وأن ذهبنا إليه آنفا. عدم اكتمال التعداد..."عذر أقبح من ذنب" الأكيد أن لسان حال الناخب الوطني وكذا المناوئين لهذا الطرح سيقول أن الأمر خارج عن النطاق، على اعتبار أن المدرب الوطني رابح سعدان قد وجد نفسه مجبرا على التعامل مع هذا الوضع المفروض عليه، بالنظر لتأخر اكتمال التعداد خاصة فيما يتعلق باللاعبين المحترفين، حيث لن يكتمل التعداد بصفة رسمية سوى اليوم مع التحاق الثلاثي الأخير بمكان التربص، غير أن هذا في الأصل غير مبرر، حيث كان الأجدر بالناخب الوطني رابح سعدان إيجاد الحلول اللازمة عوض منح لاعبيه نزهة مدفوعة الأجر للاعبين وكأن الأمر يتعلق بتربص مخصص "للتحواس" وليس للاستعداد لموعد هام سيحبس أنفاس جميع الجزائريين يوم 7 جوان ابتداء من الساعة الثامنة والنصف ليلا.