خلال السنوات العشر الأخيرة، قفزة نوعية في مجال القضاء على السكنات الطوبية الهشة التي ظلت تشكل أكثر من 70 % من حظيرة السكن بالولاية، وذلك بفضل مختلف البرامج التي استفادت منها، سيما برنامج السكن الريفي الذي أسهم إلى حد بعيد في القضاء على السكنات الطينية بالقصور وبات زحف الإسمنت على القصبات التي تعتبر إحدى أهم المعالم الأثرية والسياحية مشهدا يوميا مما دفع بعديد الجمعيات والباحثين إلى إطلاق نداءات متواصلة من أجل الحفاظ عليها وحمايتها كما حدث في تمنطيط وتيميمون وأولف وزاوية كنتة وقصبة القايد بقلب مدينة ادرار وسلسلة قصورها العتيقة. وتشكل ظاهرة زحف الإسمنت على القصبات تحديا حقيقيا آخر للسلطات والجمعيات المهتمة بالآثار شأنها شأن التحديات التي تواجه المدافعين عن البيئة الذين دقوا ناقوس الخطر مؤخرا، جراء بروز مؤشرات انقراض بعض الحيوانات الصحراوية كالغزلان والفنك والذئاب بسبب استفحال الصيد غير المنظم، أما الإبل والماعز والأغنام فيهددها الذبح المتواصل القانوني منه وغير الشرعي نتيجة استمرار الطلب على اللحوم الحمراء. السلطات التي نجحت في التقليص من نسبة البناءات الهشة بالقصور، خاصة بعد تعرضت المنطقة لعدة فيضانات كانت آخرها فيضانات دائرة أولف التي تم على إثرها تخصيص برنامج استعجالي لإعادة إسكان المنكوبين يتضمن إنجاز 2000 وحدة سكنية وتوزيع 2000 إعانة لإعادة الاعتبار للسكنات المهددة بالانهيار، فيبدو أنها عاجزة في إيجاد آليات لحماية الحيوانات الصحراوية من الانقراض شأنها شأن المهتمين بحماية بالبيئة الذين وعلى ما يبدو لم يتمكنوا من نشر ثقافة حماية الحيوانات والغطاء النباتي، سيما بالأودية والشعاب البعيدة عن القصور على غرار أودية عين بلبال بتمقطن بدائرة أولف وتيمياوين على الحدود مع مالي وأودية أوقروت وبودة والتي كانت ولا تزال تشكل ملاذا آمنا لبعض الحيوانات. فاللافت هو استمرار صيد حيوانات الضب والورل والفنك والذئاب وحتى الأفاعي من قبل بعض الفلاحين بحجة استعمال لحومها في العلاج من بعض الأمراض بناء على وصفات أطباء الطب التقليدي، أما الغزلان فصيدها عسير جد على الفلاحين عموما، غير أن هناك مختصين في هذا المجال أغلبهم من خارج الولاية يقومون بعملية الصيد بنواحي عين بلبال ومطرون وسط لامبالاة وصمت الجميع. للإشارة، يعول سكان ولاية أدرار على برنامج مليون سكن لتعزيز سياسة الحد من السكنات الهشة التي ساهمت في إعطاء وجه جديد للتجمعات السكنية العتيقة وحتى الأحياء الحضرية، بقي أن نشير إلى أن نسبة الطوب في النسيج العمراني الحضري القديم بكبريات المدن تشكل نسبة عالية بسبب استمرار الخلافات في أوساط بعض العائلات والنتيجة الإبقاء على البنايات الطينية الهشة دون القيام بتقسيمها وفق قواعد الميراث الشرعي أو إعادة بنائها بالإسمنت تمهيدا لإسكانها أو بيعها.