علمت النهار من مصادر مؤكدة، أن وزيرة الثقافة خليدة تومي، أصدرت الأربعاء الماضي، تسخيرة موجهة إلى مسؤولي أهم الفنادق الأساسية في الجزائر العاصمة، تقضي بضرورة التصرف بسرعة لإشغار كل الغرف والأجنحة في هذه الفنادق، وهذا بدءا من الفترة الممتدة بين الفاتح إلى تاريخ 24 جويلية المقبل، ليشغلها ضيوف المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، الذي تحتضنه الجزائر في الفترة الممتدة بين الثالث وال20 جويلية المقبل. وذكرت مصادر موثوقة ل''النهار''، أن فندق الجزائر ''سان جورج'' و''فندق الأوراسي'' وفنادق أخرى شرعت في إبلاغ زبائنها من سياح أجانب ورجال أعمال بضرورة إخلاء كل الغرف خلال هذه الفترة، بعد أن أكدت التسخيرة التي تلقاها الفندقان على ضرورة تجنب استقبال أو حجز غرف للراغبين بالنزول بهما خلال الفترة السالفة الذكر، مع تسخير كل الغرف للأفارقة الذين سيحلون بالجزائر خلال الشهر المقبل. ولم تستثن التسخيرة حتى القاعات الكبرى المتواجدة في هذه الفنادق والتي كانت مخصصة لحفلات الزفاف، حيث تم إلغاؤها بصفة كاملة بأمر من وزيرة الثقافة.من جهتها، اتصلت ''النهار'' بعدد من الفنادق المتواجدة على مستوى العاصمة، على غرار فندق السوفيتال، الشيراطون والماركير، للاستعلام حول الحجز المتاح خلال هذه الفترة، إذ أكدت خلايا الاستعلام والحجز بهذه الفنادق أنه من المستحيل توفير غرف بالأجنحة الفاخرة خلال الفترة الممتدة بين 3 و23 جويلية المقبل، لتزامن هذه الفترة واستقبال ضيوف الجزائر الوافدين إليها في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي. وفي الشأن ذاته، كشف المتحدثون عن إلغاء كل الحفلات والأعراس المزمع تنظيمها بهذه الفنادق خلال الفترة السالفة الذكر، وهو ما من شأنه خلط ترتيبات العائلات الجزائرية التي حجزت لإقامة أعراسها أو حفلاتها بهذه الفنادق، كما سيكبدها خسائرا كبيرة إثر تأخر الإعلان عن هذه التدابير الجديدة.وتحدث هذه القرارات المفاجئة، في وقت خصصت وزارة السياحة هذه السنة 2 مليون دولار لإنجاز فيلم يهدف لإنعاش القطاع السياحي بالجزائر، حيث يتحدث الفيلم الإشهاري عن تحديات الجزائر في المجال السياحي، تم بثه على أشهر القنوات الأجنبية، بهدف جلب السياح الأجانب للجزائر، بالمقابل تقوم وزارة الثقافة بشل نشاط الفنادق خلال الفترة التي تعرف توفدا كبيرا للسياح، خاصة الجزائر العاصمة، حيث سيجد هؤلاء كل المرافق السانحة لقضاء فترة راحة ''محجوزة''. الأحياء الجامعية مسخرة للأفارقة قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إشغار عدد من الإقامات الجامعية بالعاصمة، وهو ما أثر سلبا على الطلبة المقبلين على التخرج بالجامعات والمعاهد، حيث عبر أغلب المقبلين على التخرج عن تذمرهم إزاء القرار التعسفي الذي تم استصداره مؤخرا، بعد أن وجدوا أنفسهم أمام ضرورة الانتهاء من إيداع مذكراتهم الجامعية وبحوثهم وملفات تربصاتهم قبل موعد انطلاق المهرجان الثقافي الإفريقي، عقب تحديد مهلة تنتهي قبل الرابع من جويلية كآخر أجل لإيداع ومناقشة المذكرات. وقف كل الورشات في العاصمة ذكر مسؤول بالاتحاد الوطني للمقاولين الجزائريين، أن الاتحاد تلقى تعليمة مفادها توقيف كل الأشغال بالعاصمة، والتي من شأنها التأثير على السير الحسن لمجريات المهرجان، موضحا في هذا الصدد أن التعليمة ستكبد المقاولين خسائر معتبرة، خاصة وأن فعاليات المهرجان ستدوم 20 يوما كاملة، وشدد المتحدث على أن هذا القرار يعد قرارا تعسفيا على اعتبار أن أشغال المقاولين لن تؤثر إطلاقا على سير المهرجان.