بات فيه العديد من الأطفال من مناطق الجنوب يمنون النفس بقضاء عطلتهم الصيفية في أحد شواطئ الجميلة بالوطن، تبقى شريحة كبيرة من الأطفال بعيدة كل البعد من هذا الحلم الذي قد يجعل أعينهم تكتحل برؤية زرقة مياه البحر واستنشاق الهواء العليل، وبدلا من ذلك يعيش أطفال تيميمون وضواحيها في روتين قاهر وشقاء أكبر، فهناك من يقضي وقته في التسكع في الطرقات والأسواق، أو بحثا عن عمل يدر بعض النقود، حتى ولو كان شاقا كالعمل في ورشات البناء أو تفريغ أو ملئ شاحنات محملة بالاسمنت أو الحديد أو البلاط، أو كل ما هو قابل للتفريغ، فالأهم هو الحصول على المال في نهاية المطاف واقتسامه مع المجموعة. ومن جهة أخرى؛ أغلقت معظم الجمعيات والمراكز أبوابها، وأصبحت مقتصرة على المناسبات الدينية والوطنية، وأصبح التفكير لدى الجميع، هو البحث عن طريقة تمكنهم من الهروب من الارتفاع الكبير في المنطقة لدرجات الحرارة، وربما القيام بالأنشطة عبر شواطئ البلاد وإحياء السهرات. ولعل المحظوظون -وهم أقلية- هم أولئك الذين لا يزالون يترددون على الكتاتيب، من أجل قراءة وحفظ القرآن الكريم طيلة أيام الأسبوع في فترتي الصباح والمسا، وهي سنة تحافظ عليها المنطقة. ومع هذا فالآباء قلقون على أبنائهم من الفراغ الذي يتيح لأبنائهم التسكع في الشوارع، من الوقوع في الموبقات وفساد الأخلاق، ويطالبون بفتح المجال بشكل أوسع أمام أبنائهم للالتحاق بالمخيمات الصيفية، والتي لا يستفيد منها إلا مجموعة قليلة وتكاد تكون معينة، في وقت يستبعد حدوث مثل هذا الأمر العديد من الأطفال خاصة الفقراء منهم.