علمت ''النهار'' من مصادرها الخاصة أن قوات الأمن المشتركة تواصل في عملية التمشيط التي تدخل في مرحلتها الثالثة ومست من خلالها أفراد الجيش الوطني الشعبي نقاطا جبلية وعرة مختلفة منتشرة بأعالي مناطق الجهة الغربية لولاية جيجل. هذا وقد شرف على انطلاقها منذ يومين مسؤولا عسكريا رفيع المستوى بالناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة الذي جاء في زيارة قصيرة قادته للولاية، حيث أن العملية التي قد يراها البعض على أنها عمل روتيني لقوات الأمن المشتركة، إلا أنها ستمكن أفراد الجيش الوطني الشعبي من فرض وتشديد الحصار على العناصر الإرهابية المسلحة التي لا تزال تمارس نشاطها المسلح الدموي بهذه المناطق، بالإضافة كذلك إلى تدمير وحرق أكبر وأهم المعاقل الرئيسية التي كانت مستغلة من طرف الجماعات الدموية المسلحة وكذا تفكيك العديد من القنابل التقليدية التي تم زرعها في مختلف الطرقات والمسالك الغابية، كل هذا بالتأكيد سيساهم في إحباط كل الأعمال الإرهابية التي قد خطط لها من طرف هذه العناصر المسلحة بالإضافة إلى العامل النفسي الذي طبعا سيؤثر في هذه الأخيرة نتيجة الأزمة الخانقة التي تواجهها هذه الأيام في جمع المعلومات وكذا المؤونة التي قدرت بكميات هائلة كانت داخل الكازمات التي تم تدميرها من طرف الجيش، زيادة على المعلومات الهامة التي قد يدلي بها الإرهابي التائب الذي سلم نفسه أول أمس لقوات الجيش بذات المنطقة. الجيش يمشط جبال عمال جنوب شرق بومرداس شنت فرق المشاة العسكرية المرفوقة بالقوات المشتركة أمس، عملية تمشيط مكثفة لجبال بلدية عمال جنوب شرق بومرداس، حيث شوهدت شاحنات الجيش الوطني الشعبي عبر الطريق وهي تتأهب للتوغل في معاقل الإرهاب مدعمة بالآلات الثقيلة وعدد معتبر من الجنود. وتشير المعلومات المتوفرة أن هذه العملية تأتي بعد ترصد تحركات للجماعات الإرهابية من المرجح أن تكون قد تسللت من مناطق مجاورة مثل واد لجنان ببلدية بني عمران التي شهدت عمليات مشابهة قبل يومين والتي لا تزال متواصلة. للإشارة، فإن غابات وجبال عمال وبني عمران تعتبر من المناطق التي لا تزال تعرف مثل هذه التحركات باعتبارها من أهم مناطق العبور بين الجهة الشرقية للولاية وجبال بوزقزة إحدى أهم البؤر الإرهابية. كما تقع بها أيضا منطقة جراح التي كانت في وقت سابق معقلا لكتيبة الفاروق والتي اندمجت مع سرية المريخ وأقونييسكر تحت إسم ''سرية الشام''، بإمارة الإرهابي المدعو جعدي جمال المكنى ب''أبو يونس طلحة''.