تصوير الإعتداء دليل على مساعي تفعيل مؤسسة ''الأندلس'' يفيد متتبعون للشأن الأمني؛ أن الاعتداء الإرهابي الذي وقع على طريق غابي بأعالي ولاية تيزي وزو، تم وفق خطة مسبقة، بعد ترصد تحركات أعوان الحراسة الذين اعتادوا التنقل في ساعة مبكرة إلى مقر عملهم، بورشة المشروع الخاص بإنجاز محطة تصفية المياه، على متن مركبة مدنية، وبحوزة بعضهم أسلحة نارية خفيفة من نوع بنادق صيد أو بنادق مضخية، وأغلبهم من عناصر الدفاع الذاتي، الذين لم يخضعوا للتدريب العسكري وعملهم الأمني محدود. وتشير معطيات متوفرة لدى ''النهار''؛ أن الإرهابيين الذين لا يتجاوز عددهم العشرة، كانوا قد اختاروا أهدافهم ''السهلة''، للإفلات من أية مواجهة مسلحة قوية، واختاروا التوقيت الزمني لضرب المدنيين المسلحين المكلفين بتأمين الورشة، حيث تتزامن العملية الإرهابية، مع القضاء في أقل من 10 أيام على أكثر من 12 إرهابيا، وتوقيف آخرين و استرجاع كمية من الأسلحة النارية، وتدمير العديد من المخابىء وتفكيك خلايا دعم و إسناد. واعتادت الجماعات الإرهابية على تصعيد نشاطها، وتنفيذ مجازر في حال تشديد الحصار على معاقلها، وسقوط العديد من أتباعها، وذلك للتخفيف من حدة الحصار وتحويل تركيز قوات الجيش على معاقل محددة لتشتيت قدراتهم، وأيضا إيجاد منفذ لتسلل الإرهابيين خاصة القياديين وخرق الطوق الأمني. ويندرج اعتداء تيزي وزو في هذه الاستيراتيجية؛ خاصة في ظل تسجيل تراجع لافت في النشاط الإرهابي، في المعاقل الرئيسية للإرهاب بمنطقة القبائل، بعد سلسلة الضربات العسكرية التي لحقت بأقوى كتائب منطقة الوسط، خاصة كتيبتي ''الأنصار'' و''الأرقم''، ويرجح أن منفذي العملية ينشطون تحت لواء سرية بوغني التي تنشط على محور مشطراس، بونوح، آسي يوسف وواضية، إلى غاية غابة معاتقة قاموا بإطلاق وابل من الرصاص من أسلحة كلاشينكوف باتجاه الضحايا، وعمدت الجماعات الإرهابية إلى اعتماد الكمائن والحواجز المزيفة،'' باعتبارها سلاح الضعيف ''، حسب قيادي سابق في تنظيم حسان حطاب، بعيدا عن المواجهة المباشرة، وهو ما يفسر استهداف هؤلاء المدنيين، بعد التعزيزات الأمنية التي تشهدها ورشات المشاريع ومرافقات العمال الأجانب. وسبق للتنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت امرة درودكال، أن استهدف عمال الشركة الكندية المختصة في إنجاز محطة تصفية مياه الشرب. إلى ذلك؛ حرص منفذو الاعتداء الإرهابي، على تصوير تفاصيله لمدة لا تتجاوز 10 دقائق بواسطة أجهزة هواتف نقالة، حسب شهادات محلية متطابقة، وهو ما يعكس التركيز مجددا على الدعاية الإعلامية، وتفعيل عمل مؤسسة ''الأندلس'' للإنتاج الإعلامي، التي أعلن عن إنشائها مؤخرا، على خلفية حل اللجنة الإعلامية، وتم أول مرة بث شريط فيديو لإعتداءات قديمة، لم تخلف ضحايا ودون تفاصيل. وتشير محاولة تصوير الاعتداء الإرهابي، إلى عدم توفر التنظيم الإرهابي على صور وأشرطة لبثها في موقع المؤسسة، بهدف رفع معنويات أتباعه وإغراء الشباب، والتأكيد على الاستمرار في النشاط الإرهابي، ومنها تراجع نشاطه.