أجبرت الظروف القاسية التي يعيشها بعض الأطفال بسن البراءة لاقتحام سوق العمل ببيع خبز الدار بقارعة الطريق المؤدي إلى شاطئ مداغ بوهران. فاطمة, رقية وسارة عينات من هؤلاء البراعم يستيقظون كل صباح حاملين سلاتهم البلاستيكية بها خبز الدار الملفوف بقطع من القماش. والمتميز بكيفية تحضيره وطريقة طهيه بالفرن التقليدي يصطفون على قارعة الطريق. والابتسامة لا تفارق محياهم عارضين الخبز للمارة من أصحاب السيارات. الذين يتوافدون للفسحة والاستجمام بشاطئ مداغ المعروف بتزاوجه بين البحر والغطاء الغابي. نشاط تجاري بسيط يحقق به أصحاب تلك الأجساد الصغيرة ربحا مقبولا يتراوح بين الألف إلى الألفي دينار. ليس لمغادرتهم مقاعد الدراسة مبكرا بل يمتهنونه فقط خلال أيام العطل، لتحصيل قوتهم اليومي وإعالة عائلاتهم المعوزة. حتى أن أغلبهم من أشقائهم التحقوا بالجامعات بتخصصات مختلفة كالهندسة، فصار طموحهم هم كذلك امتهان الصحافة والانخراط في سلك الأمن.