توفي منتصف الخميس، سي البشير محمد السعيد 41 عاما، متأثرا بجراحه البليغة، بعد إصابة في الإعتداء الإرهابي الذي استهدف مركبة كانت تنقل أفراد الدفاع الذاتي الشهيد هو سائق المركبة، ليرتفع عدد شهداء الجريمة إلى 8 أشخاص. ''النهار'' في بيت سائق مركبة ''البوكسور'' الشهيد سي البشير كانت الساعة تشير إلى حدود الواحدة والنصف زوالا، عندما تنقلنا إلى قرية تحديون، التي تبعد عن مقر دائرة معاتقة بحوالي 7 كلم، بعد 20 كلم جنوب عاصمة ولاية تيزي وزو، المسكن موروث عن الأجداد استقبلتنا زوجته التي كانت بمفردها في صالون البيت، وكشفت أن الضحية يتم الأبوين، والدته فاطمة توفيت منذ عامين عن عمر يناهز 75 سنة، ووالده سعيد المجاهد، انتقل إلى رحمة الله شهر سبتمبر 1991 بعد صراع مع المرض، وقد أنجب سبعة أطفال، ثلاثة بنات وأربعة ذكور والضحية هو أصغرهم من جهة الذكور، وفي السابق كان لديه محل لمواد الغذائية بمنزله العائلي البسيط، قبل أن يقرر الشهيد أن يعمل سائق نقل على الخط الرابط بين منطقة معاتقة وعاصمة الولاية سنة 2000، بذات المركبة من نوع ''بوكسور''، التي أرسلها له شقيقه من فرنسا، كي يعيل عائلته الكبيرة والصغيرة، المتكونة من أربعة أطفال سهام 8 سنوات، وردة 6 سنوات، أمين 4 سنوات وعز الدين عامين، تقول أنه صبيحة الاعتداء، أخبرني أنه سيقوم بإيصال بعض معارفه من سكان المنطقة، لقد كنت أعلم بهذا، لكنه أخفى عني أنه باتريوت، خاصة وأن يوم زفاف أخته الصغرى، الذي انتظره بفارغ الصبر، وبذل كل ما بوسعه لتحضير العرس، كان في اليوم الموالي، وهو من كان ينقل أخته لإقتناء لوازم عرسها، تواصل بعد تنهيدة تهز القلوب، لقد حضّر البدلة التي كان سيرتديها في عرسها، لقد وضعها في خزانته، واقتنى لها الهدايا، لقد كان منشغلا في عرس أخته، الذى جرى دون إعلامها، وأخبروها لما سألت عنه أنه أجرى عملية جراحية بسيطة في معدته، حيث يعاني من قرحة المعدة، ولحد الساعة لم تعلم بما أصاب شقيقها ومعيلها الوحيد، وعن آخر ما قاله لزوجته: ''حضري نفسك والأولاد سأعود في حدود الساعة الحادية عشر صباحا، لأخذكم إلى العرس'' وبعد مرور سويعات قدم شقيقه إلى المنزل وأخبروها أن موح السعيد لن يأتي اليوم، لترد مندهشة:'' لا هذا كذب، إنك تمزح إنه عرس شقيقته'' ليخبرها بالمصيبة، أما عن أطفالها فقالت أن سهام عرفت ذلك في طريقها للمدرسة الإبتدائية بتيزي وزو تزقرث بمعاتقة، التي تبعد عن موقع الإعتداء الدموي ب 5 كلم، وظلت تردد أن والدها سيشفى وسيعود، في حين طفلها أمين 4 سنوات، سألها قبل يومين تقول الأرملة فزع أمين من نومه، وبدأ بالصراخ والبكاء، مرددا عبارات ''يا أمي والدي ذهب والدي رحل''، وكان في حالة هستيريا، قبل أن يتحدث دخل أمين قيل له أن أبوه متواجد عند الطبيب، بسبب بسيط وصغير، حيث لم يتم إعلامه بالحقيقة المرة. ''النهار'' تحضر آخر لحظات رحيل سي موح ودعنا زوجة الضحية وبمحاذاة الجدار الخلفي للمنزل العائلي، التقينا الطبيب المعالج الذي كان على متن مركبة من نوع ''كليو'' يقودها، وهو من أقربائهم، قال أن الرصاصة التي أصابته في جهة رئتيه، هي من أزمت وضعه الصحي، وأدت إلى موته، وأثناء الطريق كشف لنا علي أنه أثناء وقوع الإعتداء الجبان، لما تكفل أحد المارة من سكان المنطقة بنقله إلى المستشفى، قام الشهيد بمنحه مبلغ 35 ألف دينار كان مخبأة قائلا له: ''سلم هذه الأمانة لأبنائي أو أخي''، المبلغ المالي كان موجها لشراء الخضر لعرس أخته، حيث قرر فعل ذلك فور رجوعه من مهمته، وواصل أن الشهيد أثناء تواجده فوق سرير مستشفى بوغني، خاطب الطبيب سي غيلاس محمد، الذي كان يعرفه في السابق، قائلا له: ''أسرع ياطبيب أنقذنا وإلا سنموت''.