أوقفت مصالح الأمن بوهران نهاية الأسبوع، سيدة في مقتبل العمر من ولاية معسكر، احتالت على عشرات المسنات في قصة غريبة نسجت خيوطها بإحكام واختارت شريحة العجزة وكبار السن المتقاعدات لثقل حركتهم، لتقوم بالنصب عليهم وسرقة أغراضهن. حيثيات الواقعة، كما روتها النسوة في تصريحهن ''للنهار'' على هامش تقديم الفاعلة أمام وكيل الجمهورية الذي أودعها الحبس المؤقت، اختلفت من واحدة إلى أخرى، فالمتهمة كانت تترصد ضحاياها في الأماكن العمومية وداخل مراكز البريد، وإحداهن كانت بصدد تسلم معاشها المتواضع لما اقتربت منها المحتالة سائلة إياها عن الراتب الذي تقاضته، وعندما أجابتها بأنه لا يفوق مليون سنتيم، أخبرتها أن الرئيس بوتفليقة قد أصدر مرسوما جديدا حدد فيه منحة جديدة لكبار السن تصل إلى 4 ملايين سنتيم في الشهر وبإمكانها مساعدتها في دفع الملف إلى المصالح المختصة بالبلدية، لكنها تحتاج إلى بعض الوثائق، من أهمها تحاليل طبية وعندها تتوجت معها إلى مخبر خاص بالتحاليل تقوم داخله ''بفبركة ''قصة لا تعلمها إلا هي، وتدفع مبلغا زهيدا مقابل تحليل بسيط وتأمر العجوز بنزع مجوهراتها وكل ما تملكه حتى يتسنى لها إجراء الفحص بالأشعة ''سكانير'' كونها تمنع من ارتدائها أثناء هذا الفحص، لتتمكن من الإستيلاء على حافظة مالها وذهبها وحتى ملابسها وتتركها في المخبر تنتظر دورها الوهمي وتفر المحتالة إلى وجهة مجهولة رفقة عصابة تنتظرها في الخارج بسيارة، وقد تكررت هذه الحالات مع كثير من النسوة والعجائز، ومنهن من بلغت من العمر عتيا، كما روت أخريات وقائع أخرى تتمثل في إيهامهن أن أحد رجال الأعمال وصاحب حمام، يريد أن يتصدق بالمال فتقوم باستدراجهن إلى داخله لتطلب منهن أخذ حمام مجاني قبل أخذ حصتهن وبعدها تستولي على كل ما وجدته، كما قصت أخرى أنها أدخلتها إلى أحد المرشات وأغلقت الباب وسلبت كل ما كان بحوزتها من مجوهرات ومال ولباس، وبذلك استغلت كبر سنهن وتطلعاتهن لبعض المال لتحتال عليهن بخدع وحيل جهنمية. وقد أوقعت بها مصالح الأمن التي واجهتها بكل ضحاياها قبل إيداعها الحبس المؤقت في انتظار محاكمتها.