يوجد ملف ضخم متعلق بقضايا الفساد وتبييض الأموال في قائمة الإنتظار بأروقة محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، ومن المنتظر الفصل فيه في الدورة القادمة، وقد ثبت ضلوع سبع إطارات من بينهم بحاران بشركة الملاحة البحرية وشرطي ومضيف بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، والذين استغلوا وظائفهم للإتجار غير الشرعي بالمخدرات والذهب ومساعدة عدد من الشباب على الحرقة عن طريق تزوير دفتر الملاحة مقابل مبلغ 2000 أورو. كما استغل رجال الشرطة نفوذهم لتمرير 10 كلغ من القنب الهندي والكوكايين عن طريق البواخر التابعة للشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، حيث أسندت للمتهمين جناية استيراد وتصدير المخدرات والهجرة السرية والتزوير واستعماله. وقائع القضية تعود-حسب ملف إحالة الجانبين- إلى تاريخ 2 ماي 2006، بعد أن تلقت مصالح الأمن معلومات مفادها أن هناك تنظيم إجرامي دولي ينشط في مجال استيراد وتصدير المخدرات الصلبة من نوع الكوكايين والقنب الهندي والكيف المعالج، يضم بحارين بشركة الملاحة الجوية، وبناء على هذه المعلومات جندت مصالح مكافحة المخدرات بالتنسيق مع أمن ميناء العاصمة فرقة خاصة للتحري ورصد المشتبه فيهم، حيث تمكنت من الإيقاع بالمتهم ''ك.ي'' بحار وبحوزته جواز سفر ورخصة سياقة مزورين باسم شخص إيطالي يدعى''ماريو بواد ريان'' وعند استجوابه، صرح أنه يتاجر في المخدرات، وذلك بمساعدة شرطيين من ولاية بشرق البلاد، كما أنه أدخل كمية 10 كلغ من القنب الهندي، وكمية أخرى من مخدر الكوكايين منحها لمتهمين آخرين، وصرح بنقل كميات أخرى من المخدرات نحو مدينة مرسيليا، معتبرا أن مهنته كبحار تبعد عنه الشكوك، كما اعترف بمساعدته لأشخاص كي يتمكنوا من الحرقة إلى أوروبا ومساعدة مغتربين مطاردين من الدخول إلى الجزائر بطريقة غير شرعية، وذلك عبر البواخر التابعة للشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، خلال سنوات 2004 و2006 عن طريق تزوير دفتر الملاحة، وهذا بإلصاق صورة الشخص المعني مقابل مبلغ 2000 أورو، وقد تمكنت مصالح الأمن من خلال اعترافاته إلى الوصول إلى بقية عناصر الشبكة والإطاحة بهم، من بينهم مضيف طائرة الذي استغل سفرياته لإستيراد المخدرات، أما الشرطي فقد استطاع تمرير كمية 5 كلغ من مادة الكيف المعالج وسلمها لشخص آخر مقابل مبلغ 750 أورو واستلم مرة أخرى سبيكة من الذهب الأصفر.