النهار ترصد أساليب تلاعب السلطات في الولايات بالمواطنين وكبار المسؤولين في ملف السكن مواطنون استفادوا أمام الكاميرات من المقررات منذ 5 أشهر وحرموا من دخول منازلهم مستفيدون من المقررات في الأعياد الوطنية ينتظرون «عيدهم» في تيبازة والمسيلة توزيع سكنات بلا ماء ولا كهرباء ولا غاز.. و«دبّر راسك يا مواطن» أدرجت السلطات المحلية مساكن غير جاهزة في قوائم التوزيع التي أمر بها رئيس الجمهورية، خلال العمليتين التي تم خلالهما تسليم مفاتيح 80 ألف مسكن شهري مارس وماي الماضيين، حيث تسلم مكتتبون وأصحاب ملفات في مختلف الصيغ قرارات الاستفادة من دون أن يتم تسليمهم المفاتيح، رغم مرور ما يزيد عن 4 أشهر أو أكثر لحد الآن. راح مواطنون استفادوا على الورق من مساكن جاهزة بعدة صيغ، منها السكن الاجتماعي «سوسيال» وكذا «عدل» وغيرها، ضحية تلاعب بعض المسؤولين المحليين الذين صرحوا بجاهزية أحياء سكنية لا تزال في الحقيقة أشغال التهيئة الخارجية بها لم تنطلق بعد. الأمر الذي اصطدم به عديد المواطنين الذين غنوا وصفقوا ورفعوا الزغاريد ليلة 27 من شهر رمضان يوم تسلموا شهادات الاستفادة دون المفاتيح. وتلقى هؤلاء المواطنون وعودا بتسليم مفاتيحهم بعد أسبوع من قبل دواوين الترقية والتسيير العقاري أو في اليوم الموالي، بحجة أنه لا يمكن توزيع المفاتيح على كل المستفيدين في سهرة ليلة واحدة حضرها وزير بكل ولاية كممثل للحكومة، وكذا كل السلطات المحلية بداية من الوالي إلى رؤساء الدوائر و«الأميار». مستفيدون من المقررات في الأعياد الوطنية ينتظرون «عيدهم» في تيبازة وميلة وينتظر أزيد من 100 عائلة بولايتي تيبازة وميلة الحصول على مساكنهم بصفة رسمية والولوج إلى مساكنهم الجديدة، رغم مرور أكثر من 5 أشهر على تسلم مقررات الاستفادة، بداية من 18 فيفري الماضي إلى غاية شهر أوت من نفس السنة، وهذا خلال الأعياد الوطنية والمواسم الدينية، وذلك في احتفالات حضرها وزير السكن، عبد المجيد طمار، ووزيرة البيئة، زرواطي فاطمة الزهراء. ووزع خلال هذه المناسبات مقررات الاستفادة على مواطنين من بلديات بوهارون وسيدي راشد والقليعة، ومستفيدون آخرون رقصوا بمقررات الاستفادة في سهرة رمضانية فرحا بعدما حصلوا عليها من أيدي الوالي ورئيس المجلس الشعبي الولائي، إلا أن الولوج إلى منازلهم ظل يؤجله عبث المقاولات المكلفة بعمليات التهيئة. من جهتهم، أزيد من 40 عائلة ببلدية دراجي بوصلاح في ولاية ميلة استفادوا هم أيضا من مقررات الاستفادة، في سهرة رمضانية، بحضور الوزيرة، فاطمة الزهراء زرواطي، وكل المسؤولين المحليين بالولاية. أين أمر الوالي الراحل شخصيا مسؤول ديوان الترقية والتسيير العقاري بتسليم المفاتيح للمستفيدين في غضون ذلك الأسبوع، غير أن مسؤولي ديوان الترقية لم يسلموا المستفيدين مفاتيحهم منذ ذلك اليوم وإلى يومنا هذا، بحجة أن أشغال التهيئة التي لم تنطلق ولم تكتمل بعد. مكتتبو «عدل» في باتنةوسكيكدة يرفضون دخول مساكنهم ويشتكي من جهتهم مكتتبو «عدل» المستفيدون من حصة 1650 مسكن بحملة في ولاية باتنة، من انعدام أدنى ضروريات الحياة، حيث تم توزيعها في ليلة 27 من رمضان المنصرم. غير أن تدهور الأوضاع بها اضطر المعنيين إلى تنظيم حركات احتجاجية انتهت بفصل المدير الولائي لوكالة «عدل»، وتلقى المحتجون حينها وعودا بإنهاء مشاكلهم العالقة، على غرار انعدام الغاز وانفجار شبكة المياه والتركيب العشوائي لأسلاك الكهرباء. وامتنع بسبب هذه المشاكل والعراقيل والنقائص المسجلة، المستفيدون من الالتحاق بشققهم مطالبين بتسويتها، في وقت اضطرت عائلات إلى الإقامة ودخول منازلهم رغم الظروف القاسية، حيث وبالرغم من أن هذه الأحياء تجمع سكني ضخم، إلا أنه يفتقر إلى كل المرافق العمومية الضرورية. وكذا الشأن بالنسبة للمستفيدين من حصة 1100 مسكن اجتماعي ببلدية القل في ولاية سكيكدة، الذين ينتظرون ربطهم بشبكة غاز المدينة في مساكن استفادوا منها، يوم 4 جويلية الماضي، غير أنها لا تزال من دون غاز بحجة عدم ملاءمة الشبكة التي أنجزتها الشركة الصينية ودفتر الشروط الذي وضعته شركة سونلغاز. توزيع حصص سكنية غير جاهزة في المسيلة ولم تسلم ولاية المسيلة هي الأخرى من السياسة التي ينتهجها المسؤولون المحليون من تلاعب بمشاعر المواطنين، خاصة طالبي المساكن الاجتماعية، خلال عمليات توزيع المساكن العمومية الإيجارية غير الجاهزة، والتي يكون الهدف من ورائها في أغلب الأحيان كسب رضا المسؤولين بتقديم أرقام مغلوطة وغير مضبوطة بشأن المشاريع المنجزة والجاهزة. ويتم توزيع حصص هامة من السكن الاجتماعي في مختلف البلديات على الورق من دون تسليم المفاتيح إلى غاية تكملة المشروع والأشغال، وهو الأمر الذي عايشته بلديات عديدة بولاية المسيلة. حيث تم توزيع مساكن قبل سنة كاملة من دون تزويد أصحابها بالمفاتيح، على غرار بلديات بن سرور وامجدل وخطوطي وسد الجير وغيرهم. وهناك 50 وحدة سكنية بأسليم مرت عليها 10 سنوات وعدد من المقاولين لكن الأشغال لم تنته بها، في حين أن مهلة الأشغال لم تتعد 18 شهرا، وعشرات المساكن بحمام الضلعة وأخرى بسيدي عيسى وعين الحجل وسيدي عامر كل الآجال المحددة انتهت، غير أن المساكن لا تزال كما هي. حاصلون على قرارات الاستفادة يبيتون في الشارع بحي البدر في وهران يواصل مواطنون بحي البدر «الكميل» سابقا الاحتجاج على إقصائهم من السكن بعد عمليات الترحيل الأخيرة استمرارا لعمليات إعادة الإسكان التي تقوم بها مصالح ولاية وهران، تزامنا مع الدخول الاجتماعي. أين تم ترحيل 302 عائلة حاملة لقرارات الاستفادة المسبقة بالمندوبية البلدية البدر وإعادة إسكانها بالقطب العمراني الجديد بحي بلقايد. المواطنون استنكروا إقصاءهم من عمليات الترحيل المقررة رغم أنهم يعانون لسنوات من أزمة السكن، وتم إبلاغهم بجمع أغراضهم لتحويلهم إلى مساكنهم الجديدة بالمجمع السكني لبلقايد، ليتم إقصاء بعضهم من دون وجه حق. وبعد عودتهم إلى منازلهم القديمة تفاجأوا بنزع السلطات البلدية للأبواب في خطوة الشروع في عملية الهدم بعد كل عملية ترحيل. المحتجون راسلوا الجهات المحلية والولائية للنظر في وضعيتهم الاجتماعية، لكن لا حياة لمن تنادي، وهم الآن يبيتون بالشارع. 96 عائلة تنتظر الترحيل بعد استفادتها من السكن بتاوڤريت في الشلف لا تزال 96 عائلة تنتظر الوقت الذي سيتم ترحيلها فيه إلى المساكن التي استفادوا منها على مستوى حي 11 ديسمبر ببلدية تاوڤريت بولاية الشلف، على الرغم من مرور أشهر على توزيعها. إلا أنها تبقى مغلقة لأسباب تتعلق بعدم استكمال أشغال التهيئة بالحي السكني الجديد، فضلا عن التأخر المسجل في ربط الوحدات السكنية بالشبكات المختلفة. يحدث هذا في وقت طالب فيه المستفيدون من السكن بضرورة تحرك ديوان الترقية والتسير العقاري لتسوية هذا الملف بغرض تنفيذ عملية الترحيل المنتظرة. مستفيدون من مقررات حصة 602 مسكن من دون تسليم في معسكر ولا يزال المستفيدون من حصة 602 مسكن عمومي إيجاري في بلدية معسكر، التي أعلن عنها في افريل الماضي، ينتظرون تسليم مفاتيح المساكن، بالرغم من تسلمهم لمقررات الاستفادة. وأثارت عملية تأخر الإسكان لحصة 602 مسكن اجتماعي حفيظة المستفيدين الذين يتواجدون في حالة يرثى لها في ظل تأخر إنجاز المساكن التي لم تبلغ نسبة إنجازها 50 من المئة.