لم تتصور الطالبة الجامعية"ح.ك"البالغة من العمر 21 سنة أن قرارها بخصوص قطعها لعلاقتها بصديقها المدعو"معمر.ع"32 سنة من بوفاريك ستدفع ثمنه باهضا بعدما قرر الانتقام منها بسلبها شرفها بالتواطؤ مع رفاقه لا لشيء، إلا لأن عائلتها رفضت ارتباطه بها رسميا بسبب سوابقه العدلية، وارتبطت بشاب آخر. حيث ارتبط الطرفان -اللذان مثلا في وقت سابق أمام قاضي محكمة الجنح للعفرون في قضية سرية كان موضوعها هتك عرض بالتداول-بعلاقة عاطفية تعود إلى أربع سنوات خلت، كادت تكلل بالزواج بعدما تقدم الشاب الذي يملك طاولة لبيع الفاكهة لخطبتها رسميا من ذويها لولا اكتشاف هؤلاء تورطه في قضية هتك عرض لقاصر لم تتجاوز 17 سنة، حيث خيّرته المحكمة بين الزواج بها أو دخول السجن، فاختار أخف الضررين، ووثّق زواجه بها مدنيا. وهنا تجرّد الحبيب من إنسانيته وتحوّل إلى وحش ضار يترصد بضحيته ويتعقبها في كل مكان حتى في الجامعة، أين قام بضربها أمام الملأ وهنا تدخل أعوان الأمن وحرروا ضده شكوى، ولم تتوقف مضايقاته لها عند هذا الحد، بل دفعها لمغادرة مقاعد الدراسة وتغير رقم هاتفها النقال لتتخلص منه ، حتى جاء تاريخ الواقعة والتي تعود إلى شهر فيفري من السنة الماضية حينما قصدت مركز البريد لواد العلايق، وهناك تفاجأت بالمتهم في قضية الحال على متن سيارة نفعية من نوع كونغو زرقاء اللون، فسارعت خطواتها صوب مفترق الطرق لواد العلايق، أين تقع محطة المسافرين، غير أنه اعترض طريقها وضربها على مستوى مؤخرة الرأس، ليتدخل رفيقاه اللذان يعتبران متهمان في ذات القضية، وسرعان ما فقدت الضحية وعيها وعندما استعادته وجدت نفسها وسط غابة كثيفة، أين اعتدى عليه المتهم الرئيسي بوحشية قبل أن يقرر الانصراف تاركا إياها في عهدة شريكيه اللذين استغلا وضعها وقاما بدعوة رفقاء آخرين لهم ليبلغ عددهم في الإجمال سبعة، تناوبوا عليها جميعا. ولم تتوقف المأساة هنا-حسب الضحية-حيث تفطنت جماعة أخرى لما يجري وسط الأحراش وتقدمت للمطالبة بالفتاة، كون المتهمين يوجدون في بستانهم، وهنا دخل الجميع في شجار، الأمر الذي جعلها تستجمع قواها وأنفاسها وترتدي ملابسها وتركض حافية القدمين باتجاه مركبة نفعية من نوع هيليكس ملك للمتهمين وحاولت تشغيلها للفرار على متنها، غير أن شريكا المتهم الرئيسي لحقا بها وأوسعاها ضربا حتى خارت قواها، قبل أن يغيرا المكان، وجرّداها من هاتف نقال كان بحوزتها حالما وصلوا إلى المكان الجديد، أين انشغلا بحراستها في انتظار دعوة المزيد من معارفهم للمتعة، وهنا استغلت انشغالهما وأخرجت هاتفا آخر كانت تخفيه بين ملابسها الممزقة واتصلت بوالدتها بواسطة رسائل نصية قصيرة، وصفت لوالدتها المكان التي توجد فيه، مستدلة بلافتة طريق مرّت بها، وفي تلك الليلة قصدت والدتها المكان مرفوقة بخطيبها ورجال الدرك الوطني لبوفاريك غير أنهم لم يجدوا شيئا بعدما تفطن الجناة لهم، لتكلل ثاني محاولة فرار لها بالنجاح بعدما عاشت الجحيم لساعات، وبقيت تركض حافية القدمين لمدة أربع ساعات وسط الغابة والأحراش بدء من الساعة الثانية صباحا، لتستقر في بستان، عثر عليها صاحبه العجوز الذي سترها ببعض الثياب واتصل بوالدتها، ومن هناك توجهت إلى مصالح الأمن لإيداع شكوى ضد الجميع. وأكدت الضحية أنها لا تعرف أي من الجناة باستثناء حبيبها السابق الذي اتهمها في مواجهته بها أمام القاضي باحترافها للدعارة وأنها حاولت الانتقام منه كونه خطب فتاة شريفة، وهو ما أكده شركاؤه، ليلتمس في حقهم وكيل الجمهورية عقوبة ثلاث سنوات حبسا نافذا و200 ألف دينار تعويض، على أن يفصل في القضية نهائيا في الفاتح من مارس المقبل.