نجح عناصر الفرقة الجنائية للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية عنابة بالتنسيق مع عناصر الشرطة الدولية ''أنتربول''، من الإطاحة بالمجرم الخطير المدعو ''م .أ'' البالغ من العمر 25 سنة، مختص وعبقري في قرصنة واختراق العديد من المواقع الإلكترونية الرسمية، في العديد من الدول الأوروبية والأسيوية وتحويله لأموال طائلة بالعملة الصعبة من أرصدة شخصية لرجال أعمال وكذا هيئات رسمية دولية إلى رصيده البنكي الشخصي، بطرق لا تخلو من العبقرية التي لا يراها المواطن الجزائري فقط في أفلام الجوسسة الأمريكية، حيث تم تحويله على مقر الفرقة الجنائية للشرطة القضائية بأمن ولاية عنابة، التي فتحت تحقيقا معمقا في تفاصيل هذه القضية الفريدة من نوعها، خاصة وأن بعض المصادر تؤكد بأن المتهم تمكّن من اختراق الموقع الرسمي لوكالة التحقيقات الفيدرالية ''أف بي أي'' الأمريكية، وكذا السطو على أزيد من 700 ألف دولار من مختلف الحسابات الشخصية بالعديد من الدول الأوربية والأسيوية.واستنادا إلى مصادر ''النهار'' المطلعة على ملف القضية، فإن عملية توقيف المجرم العبقري ''العنابي''، جاءت إثر نشرية عامة من الشرطة الدولية ''الأنتربول'' إلى الأجهزة الأمنية في الجزائر، مفادها توقيف المعني بالأمر بعد التعرف عليه من خلال عنوانه الإلكتروني، والتدقيق فيه من طرف هذه الهيئة الدولية، وهو الأمر الذي عجل بالمصالح الشرطة الجنائية في أمن ولاية عنابة، إلى البحث والتحري في الموضوع لعدة أسابيع في سرية تامة وبجهد كبير وتمكنت من تحديد هويته ومكان تواجده، وألقت عليه القبض داخل منزله بالضاحية الشمالية من مدينة عنابة، كما تمكنت ذات العناصر الأمنية من حجز العديد من معدات الإعلام الآلي وكذا بعض العناوين الرسمية للمواقع الإلكترونية التي كان المتهم يصول ويجول فيها.قد تم تقديم العبقري ''العنابي'' عشية أمس، أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابةإقليم الإختصاص، الذي حوّله بدوره على قاضي التحقيق في الغرفة الثانية، والذي أمر بإيداعه رهن الحبس المؤقت إلى غاية مثوله أمام العدالة في الأيام القليلة القادمة، وذلك عن التهم الموجهة إليه والمتمثلة أساسا في جنحة تصميم وإدخال عمدا عن طريق الغش لمعطيات للمعالجة الآلية للمنظومة المعلوماتية والمتاجرة فيها، أدت إلى تعديل معطيات تلك المنظومة وجنحتي التقليد والسرقة .