يجتمع قادة أركان دول السّاحل الصحراوي الأسبوع المقبل بالعاصمة المالية باماكو ، لمناقشة الوضع الأمني الذي يعرف منحاه ارتفاعا غير مشهود، في ظل تورّط عدد من الدول في دعم التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ويأتي الإجتماع الذي يحضره قادة أركان كل من الجزائر، بوركينافاسو، موريتانيا، ليبيا، تشاد، مالي والنيجر، تتويجا للندوة التنسيقية لوزراء خارجية دول المنطقة، المنعقد الأسبوع المنصرم بالجزائر، التي انتهت أشغالها بتوصيات أكدت على ضرورة التنسيق الأمني بين هذه الدول لدحر بقايا العناصر الإرهابية، دون تقديم أية تنازلات في عمليات المكافحة، وتحيين تقييم خطر التنظيم، من أجل تحديد سبل محاربته بطريقة تتلاءم وتطوره. ويرى متتبعون يشتغلون على الملف الأمني؛ أن التوصل إلى قرار عقد اجتماع قادة الأركان، جاء بضغط من الجزائر التي تعتبر أكبر ضحية للممارسات الإرهابية بالمنطقة، واستجابة لمطلبها المتمثل في ضرورة إشراك دول المنطقة في محاربة الخطر المتصاعد للنشاط الإرهابي، بعد أن قررت الدول السبعة مباشرة إستراتيجية مشتركة لمكافحة الإرهاب، في انتظار عقد اجتماع لوزراء الداخلية لدى الدول المذكورة آنفا، وتقول معلومات متطابقة أن حضور هذه الدول يعود أساسا لوجود عناصر إرهابية تنتمي لهذه الأخيرة، وعلى رأسهم الموريتانيين والليبيين الذين يعدون القلب النابض للتنظيم الإرهابي، وكانت "النهار" قد تناولت وبشكل مفصّل علاقة التنظيم الإرهابي بالعناصر الليبية، وتحريكه من قبل دول أجنبية تسعى للسيطرة على المنطقة وعسكرتها للإستفادة من خيراتها، حيث أوردت "النهار" في ملف نشر قبل أسبوع، معلومات إستخباراتية نشرتها صحيفة "دير شبيغل" الألمانية و"لوتون" السويسرية، حول تورط السلطات الليبية في تمويل تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وهو ما أكد تحاليل خبراء بشأن تحول منطقة الساحل إلى ساحة حرب استخباراتية ضد الجزائر، تحول فيها التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" إلى حصان طروادة. وأوردت المراجع الأوربية؛ أن الناشطين الليبيين يعتبرون المادة الضاغطة في التنظيم، حيث لا ينتمون إلى الجماعات المقاتلة، وإنما إلى القيادات المؤثرة، بالنظر إلى الخبرة العسكرية التي يتمتعون بها خاصة وأنهم كانوا من بين مقاتلي الجماعة الليبية المقاتلة، وانضموا فيما بعد إلى تنظيم عبد الملك دروكدال زعيم التنظيم الإرهابي، حيث مكّن العناصر الليبية من المناصب القيادية، وتسعى هذه الأخيرة الآن إلى السيطرة على التنظيم الإرهابي وتوجيهه خدمة لها، بإيعاز من المخابرات الليبية والفرنسية التي تسعى للسيطرة على منطقة الساحل ونهب خيراتها، علاوة على سعيها للتحكم في المنطقة وعسكرتها. ونقلت مصادر أوروبية؛ أن المخابرات الفرنسية تعمل على استغلال المخابرات الليبية، لتحريك قيادات تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، من أجل تنفيذ أجندة فرنسية، مفادها الحفاظ على الأمن الداخلي لدولة ساركوزي، خاصة وأن قيادة التنظيم الإرهابي تتشكل من قيادات في الجماعة الليبية المقاتلة، الذين يبلغ عددهم 39 عنصرا، يوجههم أبو يحيى الليبي أحد كبار منظّري الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وأبرز قادة التنظيم.