استشهدا ليلة الأربعاء بعد سقوط طائرة حربية قرب الرشايقة في تيارت شيّع، عصر أمس، جثمان الطيارين الشهيدين في حادث سقوط طائرة مقاتلة من نوع «سوخوي» بولاية تيارت. أين ووري جثمان «بوماليط مولاي ندير حسني» إلى مثواه الأخير بالمقبرة المركزية في قسنطينة. في موكب مهيب حضره ممثلون عن مختلف السلطات المدنية الأمنية والعسكرية والمئات من أقارب وجيران وزملاء الفقيد الذين غصت بهم المقبرة. وسط جو خيم عليه الحزن لفقدان شهيد الواجب في عز شبابه وأثناء قيامه بواجبه. وكانت عائلة «بوماليط» التي تضم والدة الفقيد التي تعد من الإطارات البارزة في قطاع التعليم بالولاية ووالده الذي ينشط في مجال تعليم السياقة. بالإضافة إلى شقيقتيه اللتين يتوسطهما سنا، قد استقبلت جموع المعزين بمنزلها العائلي الكائن بحي باب القنطرة فور تلقيها نبأ وفاة ابنها رفقة زميله. مساء يوم الأربعاء المنقضي، وهو الخبر الذي نزل كالصاعقة على عائلته وعلى كل الشعب الجزائري، بالأخص أن الفقيد البالغ من العمر 33 سنة. والطيار بالسرب 35 للاستطلاع بقاعدة عين وسارة، كان يحظر لزفافه خلال فصل الصيف المقبل. وهو ما زاد من هول الواقعة التي قلبت تحضيرات العائلة للفرح بزواج ابنها إلى حزن شديد لن يطفئ جمرته سوى الرضى بقضاء الله وقدره. كما عبّر جيران الفقيد وأفراد عائلته وزملائه عن مدى المكانة التي كان يحضى بها وسط أحبابه لطيبة أخلاقه وتفانيه. في تأدية مهامه النبيلة بكل إخلاص خدمة لوطنه منذ التحاقه بالسلاح سنة 2003 وتقلده عدة رتب. وفي البويرة، وتحديدا بمقبرة غرابة بالهاشمية، شيّع سكان المنطقة جثمان الشهيد الرائد في القوات الجوية وقائد الطائرة الحربية «العربي شريف سمير» 37 سنة. الذي استشهد في حادث سقوط الطائرة، في حدود الساعة العاشرة من ليلة الأربعاء، بمنطقة الرشايڤية بولاية تيارت، التي كان على متنها الشهيد رفقة زميله. وجرت مراسم التشييع والدفن في أجواء مهيبة حضرها الوالي والسلطات العسكرية والمدنية وجميع غفير من المواطنين المعزين، إلى جانب أقارب الضحية. وعقب تقديم السلاح لجثمان الشهيد من قبل مجموعة من الجنود وعناصر الدرك. تم تشييع جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير وسط أجواء من الحزن ولوعة الفراق لدى إخوته وأقاربه وكل الحاضرين. للإشارة، فإن القائد الشهيد عاش يتيم الأبوين وهو أب ل3 أولاد آخر أولاده طفلة ولدت منذ شهرين. كلمة عقيد متقاعد تبكي الحضور وخلال مراسم تشييع الجنازة، ألقى العقيد المتقاعد «العربي شريف حميد» ابن عم الشهيد. بعد دفن الفقيد كلمات مؤثرة أبكت الحضور من مواطنين وممثلي سلطات عسكرية ومدنية، حيث دعا من خلالها إلى المحافظة على هذا الوطن. ليضيف أن أبناء الوطن تسيل دماؤهم وفي كل مرة نحصي شهداءنا من أجل هذا الوطن، ليضيف بالقول إنه لابد من التكاتف والتآخي للحفاظ على أمن البلاد. شقيق الشهيد: «أخي عاش طيبا ومات طيبا» ولم يتمالك أخ الشهيد نفسه وهو يخرج الكلمات من مخارجها، حيث سبقت الدموع الكلمات من شدة التأثر. لاسيما بعد أن أشاد بخصال الشهيد وتواضعه وتدينه، وقال «هي فاجعة ولا راد لقضاء الله. فارقنا أخ عزيز طيب ومحبوب لدى كل الناس، عاش طيبا بأخلاقه ومات طيبا وشهيدا فرحمة الله عليه».