تنقلت "النهار" صباح أمس إلى منطقة سيدي عيش، لترصد أجواء تشييع جثمان الشهداء المغتالين بأيدي الغدر مساء أمس، إثر الكمين الدي نصبه لهم مجموعة من الإرهايين في المكان المسمى إفليح ببلدية تيفرة، وفي طريقنا إلى فرية مزقوق التابعة لبلدية تيبان، وبالضبط إلى منزل المغفور له حمو طحطات، البالغ من العمر 41 سنة، والذي ترك وراءه زوجة وأربع أولاد وفي حوار لنا مع زوجته وأخته، أخبرتنا هده الأخيرة أنه لم يتمكن حتى من رؤية أولاده، بحكم أنهم كانوا عند أخوالهم، وأما زوجته فكانت في حالة يرثى لها، لم تتمكن من الحديث كثيرا، وفي جو مليئ بالحزن والأسى أخبرتنا أخته أن آخر عبارة تلفظها، كانت وهو بصدد توديع والدته قائلا: "الوداع يا أمي أنا ذاهب إلى العمل"، وتميزت الأجواء بوجود المئات من المواطنين المنددين بهذا العمل الإجرامي والمتعاطفين وعائلة الضحية الذين جاءوا من كل مكان لننتقل بعدها إلى بلدية أكفادوا وبالضبط قرية إمغداسن، أين تم تشييع جنازة الأخوين "أ-رشيد" البالغ من العمر 37 سنة وهو أب لثلاثة أولاد والمدعو "أ- سعيد" 51 سنة، وهو أب لأربعة أولاد ومتزوج، وهذا بعدما تلقينا الأخ المدعو العربي الناجي من حافلة الموت أمس، لننتقل بعدها إلى بلدية شميني وهناك سيوارى الثرى الفقيد "ح.عبد العزيز" والبالغ من العمر 61 سنة، و هو أب لعشرة أولاد، وفي حوار لنا مع إبنه، أفاد أن أباه قبل موته كان دائما يحتفظ بعلم الوطني، وهذا العلم له ميزة خاصة بالنسبة له، وكان دائما يقول لأولاده إذا مت غطوني بهذا العلم، وفعلا حدث ما كان يقول، كما أفادنا أن أباه كرس حياته من أجل الوطن، وكان من بين الأوائل من إلتحق بالدفعات الأولى الإحتياطية، ومن بين الأوائل أيضا من حملوا السلاح في التسعينات من أجل حماية الوطن والدفاع عنه، وأن عائلته معروفة بولاءها للوطن أبا عن جد، وما وفاة والده إلا عربونا قدم من أجل الجزائر.