احتجزت غيمة الرماد البركاني الناجمة عن ثوران بركان في ايسلندا، عددا من وزراء حكومة أويحيى في عدد من دول أوروبا، بعد أن تسببت في شلل حركة الملاحة الجوية من وإلى أوروبا منذ أيام، حيث تسببت هذه الأخيرة في تأخير رحلات عدد من الوزراء الذين كانوا في مهمات رسمية خارج الوطن. وفي هذا الشأن، تأخر وزير المالية كريم جودي عن دخول أرض الوطن، وتم إثر ذلك تأجيل جلسة تقديم ومناقشة مشروع قانون يتعلق بمهنتي الخبير المحاسب ومحافظ الحسابات والمحاسب المعتمد، التي كانت مبرمجة نهار أمس في المجلس الشعبي الوطني إلى تاريخ لاحق، وبرر البرلمان قرار التأجيل بتعذر حضور وزير المالية كريم جودي الذي لم يتمكن من العودة من فرنسا بسبب إلغاء الرحلات الجوية من باريس نحو الجزائر العاصمة. من جهته، تأخر وزير الصناعة وتنمية الإستثمارات عبد الحميد طمار في العودة إلى أرض الوطن، حيث يقبع في بريطانيا منذ الإثنين المنصرم، التي سافر إليها في زيارة رسمية على رأس وفد هام، وكان من المفترض أن تستمر الزيارة ثلاثة أيام، أجرى خلالها الوزير مباحثات مع المسؤولين البريطانيين وعلى رأسهم اللورد ميرفين ديفيس، وزير التجارة والإستثمار البريطاني، غير أنه لم يتمكن من مغادرة الأجواء البريطانية بسبب إلغاء كل الرحلات الجوية من وإلى إنجلترا، بسبب غيمة الضباب التي كان من الممكن أن تتسبب في انفجار الطائرات في حال تحليقها في الأجواء، وكان من المتوقع أن يدخل الوزير إلى الجزائر الخميس المنصرم، غير أنه تأخر إلى غاية مساء أمس، وعلى إثر ذلك قررت الحكومة الجزائرية التحرك لجلب وزرائها، وخصصت رحلة من فرنسا جلبت على متنها كلا من وزير الصناعة ووزير المالية. وفي الشأن ذاته، تمكن الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم من دخول أرض الوطن عشية أول أمس الأحد، بعد حضوره ممثلا للرئيس بوتفليقة في تشييع جنازة الرئيس البولوني وحرمه اللذين توفيا إثر سقوط طائرتهما الخاصة. ورغم أن بلخادم كان في أوروبا غير أنه لم يتأخر في الدخول إلى الجزائر، حيث استقبل أمس، وفدا صينيا في مقر حزب جبهة التحرير الوطني في حيدرة. وعلى صعيد مغاير، وعلى عكس نظرائه، ''نجا'' وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار، من الحصار الذي فرضته غيمة بركان ايسلندا، حيث لم يكن سفره إلى أوروبا وإنما إلى دولة زيمبابوي، أين حضر اجتماع وزراء الرياضة الأفارقة، إذ وبعد انتهاء أشغال الندوة دخل أمس إلى الجزائر دون أية مشاكل في النقل. طائرة خاصة ل''تحرير'' وزيرين احتجزا في فرنسا أرسلت إدارة الخطوط الجوية الجزائرية، أمس، طائرة خاصة لنقل وزيرين في حكومة أحمد أويحيى من فرنسا وإعادتهما إلى أرض الوطن، بعدما بقيا هناك لمدة قاربت الخمسة أيام، إثر استحالة عودتهما إلى الجزائر، بعد شل حركة النقل الجوي في معظم دول أوروبا، على خلفية سحابة بركان إيسلندا التي غطت معظم الأجواء الأوروبية منذ يوم الخميس الماضي. وحسب مصدر مسؤول في مديرية الخطوط الجوية الجزائرية، فإن مصالح إدارة الطيران المدني الفرنسي، رخصت أمس، للجوية الجزائرية بإرسال طائرة خاصة للتحليق في الأجواء الفرنسية في الجنوب، في رحلة نحو مطار مارسيليا، بهدف إعادة وزيرين في الحكومة الجزائرية. وأضاف نفس المصدر أن الأمر يتعلق بوزير المالية كريم جودي، ووزير الصناعة وترقية الإستثمارات، عبد الحميد طمار، اللذين بقيا في الخارج منذ يوم الخميس الماضي، حيث كان جودي في زيارة رسمية لفرنسا، قبل أن تتعذر عليه العودة إلى أرض الوطن، بعد غلق المجال الجوي في كافة الدول الأوروبية، فيما كان الوزير طمار منذ يوم الإثنين من الأسبوع الماضي في زيارة رسمية لبريطانيا، وكان مقررا لها أن تنتهي يوم الخميس من نفس الأسبوع. ويرجح أن يكون الوزير طمار قد تنقل من بريطانيا إلى فرنسا برا، لملاقاة زميله في الحكومة جودي، والعودة سويا على متن طائرة الجوية الجزائرية. وأوضح المصدر الذي أورد الخبر ل''النهار'' أن طائرة الوزيرين الخاصة، أقلعت أمس من مطار مارسيليا على الساعة الثانية زوالا، في رحلة عودة إلى أرض الوطن، ل''نجدة'' عضوي حكومة أويحيى بعدما وجدا نفسيهما شبه محتجزين في أوروبا، مخلفين وراءهما الكثير من الملفات والإلتزامات الرسمية المطروحة على مكتبيهما، حيث يشار في هذا الصدد إلى أن الوزير جودي اضطر إلى التخلف عن موعد جلسة برلمانية في المجلس الشعبي الوطني خصصت أمس لتقديم ومناقشة مشروع قانون يتعلق بقطاع المالية.