رحلاتهم متكررة .. انتظار على الرصيف ومعاناتهم لا تنتهي - صورة لسجن سركاجي - أرشيف يأتون من مختلف بلديات ومناطق ولاية تبسة وكذا العديد من ولايات الشرق الجزائري وآخرون من أقصى غرب وجنوب البلاد ومن دول مجاورة كما هو الحال للجمهورية التونسية والجماهيرية العربية الليبية وذلك لزيارة ذويهم كتب لهم القدر ترك فضاء الحرية والقبوع خلف القضبان وقد تنتهي فصول الإقامة داخل غياهب السجن لفترة قصيرة حسب الجرم المرتكب لكن حالات وحالات تطول الرحلة إلى سنوات وسنوات. هم شيوخ ونساء بلغوا من الكبر عتيا ، أطفال وبنات من مختلف الأعمار حتى الرضع ، عائلات بكاملها البعض على متن سياراتهم وغالبيتهم يؤجرون وسيلة نقل أو يأتون بواسطة الحافلات نظير ظروفهم الاجتماعية القاهرة ، يحملون مختلف المأكولات فقد تجد أكواما من القفف أمام مدخل مؤسسة إعادة التربية ينتظرون دورهم لإيصال ما يحتاجه من هناك وراء الجدار ولتسليط الأضواء عن معانات هؤلاء الذين لا ذنب لهم في هذه الأتعاب والمشاق اقتربت النهار على حافة الرصيف ورصدت انطباعات البعض حيث يقول عمي صالح الذي ألف زيارة المؤسسة منذ ثلاثة سنوات بعد اقتياد احد أبنائه ( نوار 21 سنة ) التهمة جريمة قتل عمدي مع سبق الإصرار والترصد ابني قمت بتربيته على أحسن مايرام وأنا جد متأكد انه بريء من هذه التهمة القاسية التي تكلف حياة الإنسان في غياهب السجون ومن المفارقات انه بعد اقل من أسبوع واحد وفي إطار الدورة العادية الأولى لجنيات مجلس قضاء تبسة جدولت أول قضية لابنه ووقفنا على حقيقة إصرار عمي صالح ببراءة ابنه الذي نالها بالفعل بعد تقرير لمصالح الأمن تفيد بأن الضحية محل جرم مرتكب من طرف عناصر جماعة إرهابية وغير بعيد عنه عائلة قدمت من مدينة بئر العاتر 90 كلم جنوبتبسة لزيارة احد أبنائها المتابع في جريمة سرقة تقول والدته الله غالب نصحناه ألاف المرات بعدم مرافقة رفقاء السوء غير انه لم يمتثل وها هو اليوم يدفع الثمن وما سببه لنا من متاعب فهل نحتقره ونتركه دون زيارة . وهناك العشرات من الحالات المماثلة ووجوه عابسة تحمل في ثناياها الم الفراق في صمت خاصة للأبناء الذين ينتظرون زيارة أبائهم وأمهات مشتاقة لرؤية فلذات أكبادها وبقدر ذلك فان أمل الجميع ( أمل خلاص ذويهم من هذه الورطات التي وقعوا فيها ) وهناك من يرى أن ابنه أو شقيقه بريء من التهمة حيث سجلنا استفادة 5 شبان بالبراءة في قضيتين للدورة الحالية للجنايات ، وبقدر إحساسنا بألم وصبر هؤلاء وقفنا على التنظيم الجيد والمحكم من طرف أعوان المؤسسة العقابية لأجل راحة الزوار.