خرج الآلاف من المواطنين، يوم الجمعة، في المسيرات السلمية، مطالبين بتغيير النظام، ورحيل كل الحكومة الحالية. وما يميّز هذه المسيرات، أنها كانت من مختلف الفئات، والأعمار، شيوخ، شباب، أطفال، خرجوا ككتلة موحدة إلى الشوارع بمختلف أنحاء الوطن. وعبّر مواطنون من كبار السن، نساء ورجال، وأزواج، عن دعمهم لمطالب الشباب الذي يريد التغيير. كما قال أحد الشيوخ، إنه جلب أخته، إلى المسيرة، تضامنا مع الشباب الراغب في جزائر أفضل، وكي لا يشعروا أنهم وحدهم. وما يميّز أيضا كبار السن غير القادرين على السير، الذين أكدوا أن الشباب يطالب بحقه بالحرية و الاستقلال الحقيقيين. وشهدت، أمس، الجزائر العاصمة، وعلى غرار ولايات أخرى، مسيرات ومظاهرات مليونية للمرة السادسة على التوالي للمطالبة بإلغاء تمديد العهدة الرابعة للرئيس المنتهية ولايته. كما ردّد المتظاهرون شعارات تطالب بتطبيق المادة 7 من الدستور، والتي تؤكد بأن الشعب هو مصدر كل سلطة. ورفض الشعب،تطبيق المادة 102،دون رحيل الحكومة،التي تعتبر جزءا من النظام الحالي،فضلا عن نور الدين بدوي و عبد القادر بن صالح. بالإضافة إلى، رئيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد وعدد من رجال الأعمال، كعلي حداد وطحكوت. كما طالب المتظاهرون برحيل النظام ووجوهه الفاسدة من سياسيين، ورؤساء أحزاب ومسؤولين ورجال أعمال محسوبين على السلطة الحالية. وانطلقت المسيرات والمظاهرات، بالساعات الأولى من صبيحة الجمعة، أين تجمع الآلاف على مستوى ساحة أول ماي وساحة البريد المركزي. ورفع،الشعب شعارات، بمحاكمة كل من تسبب في الأزمة السياسية،والاقتصادية، وما وصفوه بالحكم الفاشل،والفاسد لجماعة الرئيس. وأبرز الشعارات والهتافات التي ردّدها المتظاهرون الغاضبون في جمعة الرحيل، هي شعار “ديڤاج أفلان”. كما استنكر عدد من المواطنين تماطل السلطات في التجاوب مع مطالب الشعب الرئيسية. وفي سياق غير بعيد عن الموضوع، قامت العديد من العائلات العاصمية بتحضير وجبات تقليدية على غرار “الكسكسي”. وتم تنصيب مطاعم متنقلة من أجل إطعام المتظاهرين، خاصة القادمين من خارج ولايات أخرى. وشهدت المسيرات محاكمات علنية، بلوحات فنية شارك فيها فنانون، جسدت محاكمات علنية لكل رموز النظام والسلطة الحالية.