علمت "النهار" من مصادر مؤكدة أن الخاطفين يستقرون منذ بداية الأسبوع الماضي بمنطقة تبعد بنحو 150 كلم عن مدينة كيدال شمال مالي حيث المعقل الرئيسي لأمير منطقة الجنوب في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بزعامة يحي أبو عمار. وقالت مصادر مؤكدة ل "النهار"، اليوم السبت، أن الخاطفين تحصنوا في معقل معروف للتنظيم المسلح بمنطقة تخضع لسيطرة التوارق العرب المعروفة باسم قبائل "البرابيش" وأن الاتصالات الآن دخلت مرحلة التفاوض هاتفيا انطلاقا من باماكو حيث تفتقد النمسا لممثلية دبلوماسية هناك. وكشفت مراجع "النهار" أن السلطات النمساوية وعلى خلاف تصريحات المستشار النمساوي الفرد غوزينباور الذي نفى لجوء فيينا إلى التفاوض مع الخاطفين فإن مبعوث كبير من الحكومة النمساوية وصل إلى باماكو وشرع فعلا في التفاوض مع الخاطفين. وقال مصدر بارز ل "النهار" أن المفاوضات تتمحور حول قضية الإفراج عن بعض المعتقلين الإسلاميين في الجزائر وتونس وأيضا من أجل الحصول على مبلغ من المال وأضاف "المفاوضات جارية فعلا لكن بعض مطالب الخاطفين من صلاحيات السلطات الجزائرية ولا يمكن للنمسا التدخل فيها أو التفاوض حولها"، في إشارة إلى مطلب الإفراج عن بعض الإسلاميين المتورطين في أعمال إرهاب مثل "عبد الفتاح أبو بصير" أمير سرية العاصمة وسمير مصعب" قائد أركان تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وكشف التنظيم المسلح أن عملية الاختطاف قد نفذها المدعو عبد الحميد أبو زيد واسمه الحقيقي حمادو عبيد وهو من مواليد 1965 بمنطقة زاوية العبيدية بدائرة تقرت ولاية ورقلة وهو نائب أمير كتيبة "طارق بن زياد" أو ما يعرف إعلاميا ب "الكتيبة الصحراء" التي يقودها الإرهابي "عبد الحق أبو خباب" واسمه الحقيقي نقية محمد.