يشرف تربص الخضر بمرتفعات كرانس مونتانا على نهايته، إذ لم يعد يفصلنا سوى 48 ساعة، على أن يتنقل الخضر صبيحة الخميس القادم إلى لوزان ومن ثمّ إلى دبلن عاصمة ايرلندا لخوض المواجهة الودية. وكان الطاقم الفني قد قسّم التبرص التحضيري إلى ثلاث مراحل، عمد من خلالها في البداية السماح للاعبين بالتأقلم مع المرتفعات طالما أنه من الصعب جدا خوض تدريبات شاقة في البداية، في وقت كان المصابون يتلقون العلاج. وعرفت المرحلة الثانية تركيزا كثيرا على السرعة في التدريبات مع برمجة لقاءات تطبيقية سمحت للناخب الوطني الوقوف على إمكانات بعض اللاعبين ومدى انسجامهم، أما المرحلة الأخيرة فتم تخصيصها كثيرا للجانب التكتيكي. سعدان لم يعمل مع تعداد مكتمل ووجد سعدان نفسه مجبرا على العمل مع 14 أو 15 لاعبا على أقصى تقدير طالما أن المرحلتين الأولى والثانية عرفت تلقي اللاعبين المصابين للعلاج، على غرار مغني، عنتر، بوڤرة، صايفي، يبدة وحليش، وهو العدد الذي ارتفع بالتحاق بودبوز، مجاني ومنصوري، في حين جبور اضطر لمتابعة برنامجا خاصا، وهو ما لم يسمح لسعدان بتطبيق برنامجه التكتيكي كثيرا ما عدا في الحصص الثلاث الأخيرة، حيث شارك عدد كبير من اللاعبين في المباريات التطبيقية، وهي المباريات التي أثبتت من هو اللاعب الأكثر جاهزية. زياني في أحسن أحواله والمونديال فرصته ويبقى من المهم الإشارة إليه أن اللاعب زياني وبالرغم من ابتعاده عن الميادين لمدة طويلة تعود للفترة التي شارك خلالها في كأس أمم افريقيا إلا أن ذلك لم يمنعه من إثبات مقولة أن الكبار لا يموتون، حيث أظهر وجها لائقا وأثبت أن حالته البدنية لم تتأثر، وهو مؤشر ايجابي للغاية سيسمح للخضر بالظهور بوجه مشرف، إذا ما علمنا أن زياني هو محركه الأساسي. قديورة يشق طريقه للمونديال في صمت وحتى وإن كان سعدان قد ضبط قائمته الأساسية التي سيخوض بها المونديال على اعتبار أن الشيخ ليس من النوع الذي يغير كثيرا، إلا أن الوجوه الجديدة أبلت البلاء الحسن وأعطت انطباعا جيدا، على غرار لاعب خط الوسط عدلان قديورة الذي بوسعه أخذ مكانة ضمن التعداد الأساسي بشكل عادي، طالما أنه أبان عن امكانات كبيرة تؤهله لأن يكون أحسن بديل وورقة رابحة كلما احتاجها سعدان. الإصابة تحرم مجاني من إبراز قدراته وكان من الممكن الوقوف على إمكانات مجاني في التربص التحضيري، وهو اللاعب الذي أظهر أنه تأقلم بشكل سريع إلا أنه لم يتدرب إلا في الحصص الثلاث الأولى ليختفي عن الأنظار بسبب تلقيه العلاج من إصابة في أعلى الفخذ، وهو ما حرمه من خوض لقاءات تطبيقية كثيرة ما عدا في الميدان المحاذي للفندق والذي كشف فيه أنه لاعب مستعد للتنافس على مكان في محور الدفاع. مصباح بديلا لبلحاج وإمكانات قادير كبيرة وبالنسلبة لمنصب ظهير أيسر فقد اتضحت الأمور بشكل نهائي أن لا أحد بوسعه منافسة بلحاج على منصب أساسي وهو الذي شارك في أعلى مستوى مع ناديه بورتسموث وسجل أهدافا على أقوى الاندية الانجليزية، إلا أن سعدان يرفض التنقل إلى جنوب افريقيا دون أي بديل تفاديا لأي طارئ وبالتالي قرر أن يكون مصباح بديلا لبحاج حتى وإن كان لاعب ليتشي يحسن اللعب في وسط المدين الهجومي على الجهة اليسرى. والشأن نفسه بالنسبة للاعب قادير الذي بدا مركزا وغير مكترث إطلاقا لعامل المنافسة، حيث يلعب بشكل يوحي أنه من القدامي في التشكيلة الوطني ويؤكد من يوم لآخر أنه يملك امكانات كبيرة.