بدأت حمى المونديال ترتفع مع اقتراب موعد انطلاق أول مباراة بجنوب إفريقيا حيث تعالت الكثير من الأصوات في انجلترا مطالبة رفقاء المتألق واين روني بالظفر باللقب العالمي الذي غاب عن خزائن منتخب الأسود الثلاثة مدة 44 سنة، لاعبو المنتخب الانجليزي بدورهم تجاوبوا مع جماهيرهم مؤكدين إمكانية الفوز باللقب خاصة بعد ترشيحهم من طرف الكثير من الإعلاميين والمختصين لتنشيط نهائي المونديال، حيث صرح بعض اللاعبين أنهم بدؤوا يفكرون من الآن في الدور الثاني معتبرين أن تأهلهم تحصيل حاصل، حتى أن لاعبي منتخب إنجلترا لم يذكروا تماما الجزائر في تصريحاتهم الصحفية، بعكس المدرب كابيلو الإيطالي الذي يتكلم بواقعية شديدة ويقرأ لكل شيء حسابه. واين روني: ''لا أظن أن الجزائر ستشكل لنا صعوبات كبيرة '' وكان الفتى الذهبي واين روني أحد ركائز المنتخب الانجليزي قد صرح من قبل أن القرعة أنصفت فريقه حينما أوقعته في مجموعة تضم كلا من الجزائر، سلوفينيا والولاياتالمتحدة وهي المجموعة التي وصفها بالسهلة مقارنة بامكانيات فريقه الكبيرة، وعن سؤال يتعلق بالمنتخب الوطني قال: ''شخصيا لا أعرف منتخب الجزائر إلا من خلال بعض لاعبيه الذين ينشطون في البطولة الانجليزية، قد يكون فريقا قويا لأنه تأهل إلى كأس العالم لكني لا أظن أنه سيخلق لنا متاعب كبيرة''، في إشارة منه إلى أن المنتخب الانجليزي يجب أن يفكر في ما سيلاقيه خلال الدور الثاني بدل الحديث عن الدور الاول وما يمكن أن يخفيه من مفاجآت. الإنجليز يعتبرون الخطر الأكبر سيأتي من الولاياتالمتحدة هذا وتعتبر الجماهير الانجلبزبة أن المنتخب الوحيد الذي قد يأتي منه الخطر هو المنتخب الامريكي لأسباب تاريخية بالدرجة الأولى على اعتبار أن العلاقة بين البلدين ستلقي بظلالها على المواجهة المرتقبة في المونديال القادم بالإضافة إلى أن المنتخب الامريكي استطاع الوصول إلى نهائي كأس القارات الأخيرة بعد أن أقصى الماتادور الاسباني في طريقه وبطل أوروبا في نصف النهائي وانهزم أمام البرازيل بصعوبة بعد أن كان متفوقا بهدفين نظيفين، لذا فإن الانجليز صاروا يحترمون هذا المنتخب الذي لم يعد ذلك الفريق الذي يأتي من أجل المشاركة فقط، وماعدا ذلك يؤكد أغلب اللاعبين أن سلوفينيا والجزائر مجهولان، هذا إن تكلموا عن الجزائر أصلا لأن ''الخضر'' يبقون لغزا وعلى الرغم من القاعدة تقول أن الخوف دائما من المنتخبات التي لها ما تخبئ إلا أنه لا شيء يوحي بذلك عند الإنجليز، وهو ما يجرنا الى تذكر سيناريو سنة 1982 واحتقار الألمان للمنتخب الوطني الذي فاجأ الجميع وحقق نصرا باهرا، وهو نصر يمني الجزائريون أنفسهم أن يتكرر خاصة أن لاعبي إنجلترا وكأنهم يتعففون عن الحديث عن الجزائر وإن تكلموا عن المجموعة، فعلى أساس أن التأهل قد فصل في أمره الى الدور الثاني. فابيو كابيلو الوحيد الذي يسبح عكس التيار وبعيدا عن الشارع الانجليزي الذي يبالغ أيضا في إعدام حوظوظ ''الخضر''، وبعيدا أيضا عن لاعبي منتخب الأسود الثلاثة واستهتارهم ببقية المنتخبات المشاركة وعلى رأسها الجزائر طبعا فان المدرب الايطالي الشهير فابيو كابيلو كان له رأي آخر من خلال تتبعه نجوم الجزائر في مختلف المنافسات الأوروبية حيث تصله تقارير يومية ومفصلة عن محاربي الصحراء الذين أدهشوه بعد ما شاهد المقابلات التي خاضوها في تصفيات كاس العالم وتلك الروح والارادة الكبيرة التي يتمتعون بها وحتى مردودهم في كاس أمم إفريقيا الذي ارتفع بشكل كبير مقارنة بأول لقاء أمام منتخب مالاوي، حيث تيقن كابيلو جيدا أن منتخبا يملك نذير بلحاج، مجيد بوڤرة، كريم زياني وآخرين لن يكون المرور أمامه سهلا، وهو ما ترجمته تصريحاته لما قال: ''ما داموا قد تأهلوا الى كأس العالم على حساب مصر فالأكيد أن ذلك يدعونا الى الحذر''، كما قال في تصريحات أخرى ''لقد شاهدت في جنوب إفريقيا الإحصائيات إنهم يملكون خامس أقوى هجوم في المجموعة.. وهو ما يجعلنا نأخذ هذا الأمر بعين الإعتبار''. من جهة أخرى، حذر قائد أعرق النوادي الانجليزية ستيفن جيرارد واللاعب المخضرم جيمي كيراغير من مغبة الاستهانة بالجزائر لانها غير محمودة العواقب بعد أن انهزم فريقهما أمام بورتسموث الذي يلعب له الدوليان الجزائريان نذير بلحاج الذي كان قد سجل هدفين جميليتن ذهابا وايابا بالإضافة إلى لاعب خط الوسط حسان يبدة حيث اندهش اللاعبان لما يتمتع به اللاعبان من مهارات فردية وجماعية قد تشكل خطرا كبيرا على منتخب الأسود.