لم يصدق الجزائريون أمس تفوق منتخبهم الشاب على المنتخب الانجليزي القوي جدا بهدف للاشيء، خرج أمس العشرات من المناصرين الجزائريين إلى الشوارع للاحتفال بالظهور المشرف لفريقهم أمام فريق انجلترا صانعين أجواء احتفالية فاقت في حرارتها وحماسيتها تلك التي عاشتها الجزائر في مونديال 1982 وملحمة أم درمان. حيث فضل العديد من الجزائريين مكافأة فريقهم بالخروج إلى الشوارع والاحتفال كما لو أنهم أحرزوا الفوز على الانجليز بعدما دوخوهم على أرضية الميدان ونشفوا عرب الناخب الانجليزي كابيلو، وللتعبير عن فرحتهم أطلق المناصرون الجزائريين العنان لأبواق مركباتهم في مواكب ساخنة تسلحت بأغاني الفريق الوطني وزغاريد النسوة والألعاب النارية التي تلألأت في سماء الجزائر العاصمة والمدن الداخلية والتي زادت الفرجة حماسة، محاولين جميعا بذلك إيصال رسالة إلى لاعبيهم مفادها أنهم يجددون الثقة فيهم وواقفين إلى جانبهم في كل الأحوال، ويفتخرون بهم كمنتخب وطني واعد. كما لم يصدق أمس الجزائريون الذين رابطوا في المقاهي والساحات العامة لتقاسم اللحظات التاريخية التي لن تمح بسهولة من أذهان الانجليز المستوى الكبير الذي ظهر به محاربي الصحراء، وقد ساهمت مباراة الأمس في إخراج كافة الشعب الجزائري من غرفة الإنعاش التي بقوا فيها خمسة أيام كاملة، ومعيدين النبض لقلوب الملايين التي تعلقت بمحاربيها وأملت في أن يدوي النشيد الوطني الجزائري في المحافل الدولية، حيث كانت ليلة الجزائر بيضاء، بعدما طغت نشوة الانتصار على الجميع ممن خرجوا للشوارع بعدما تنفسوا الصعداء، أين ساهم الجميع من صغار وكبار، شيوخ وأطفال في صنع ملحمة جيدة أطلق عليها ملحمة كيب تاون، وقع تفاصيلها رفقاء رفيق حليش وباركها مناصرون أوفياء.وكان المناصرون قد خرجوا عشية الأمس ساعات قبيل انطلاق المباراة، مؤكدين جميعا ان الافناك ثاروا لأنفسهم ولشعبهم، صانعين ا أجواء احتفالية قلما تتكرر ولا يمكن ان يصنعها غير الشعب الجزائري، عززتها دموع الفرح وعودة روح الحماسة لنفوس المناصرين الذين أوشكوا على فقدان الأمل في تأهل فريقهم بعد سقطة سلوفينيا التي كان درسا حقيقيا لرفقاء حسان يبدة الذين عرفوا كيف يروضون كرة جابولاني الساحرة أما الانجليز أمس، فاتحين بذلك صفحة جديدة لأنفسهم كفريق قوي في كتاب المونديال، مؤكدين مرة أخرى أنهم خير ممثل للعرب والمسلمين في هذه الدورة التي أبانت عن عديد المفاجآت. وقد ازدحمت الشوارع بالمناصرين الفرحين الذين أطلقوا العنان لأبواق سياراتهم ولحناجرهم مرددين جميعا ''وان تو ثري فيفا لالجيري''و''آلي آلي الشبكة يا لالجيري''، أين خرجت كافة العائلات إلى الشوارع معبرة عن ابتهاجها وتنفسها الصعداء بهذا الفوز الثمين الذي ارجع لهم الأمل و الفرح في آن واحد، حيث عبر غالبية من التقيناهم عن فرحتهم الكبيرة بهذا التألق الذي كان مطلوبا ومرتقبا بعد كل ما قاساه الفريق الوطني وتقاسموه معه، مؤكدين أن الأمل مازال متواصلا للتقدم في المونديال طالما أن كل شيء ممكن في كرة القدم وطالما أن الفريق الوطني يملك في صفوفه محاربين أشداء مثل كريم زياني ، كريم مطمور ، حسان يبدة، رفيق حليش، رياض بودبوز والحارس المتألق رايس مبولحي الذي أكد أنه جدير بالثقة التي وضعت فيه.