إنّها البلبلة المغردة والعصفور الذي لا ينسى الأحبّة ، بوفائها للماضي وحبها للحاضر وإيمانها بالمستقبل، ظلّت تغرد لساعة من الزّمن، حركت مشاعر محبيها وأرغمت الحاضرين على التّأمل في لوحة فنية تجمع بين الحاضر والماضي، أبدعت ورسمت في لوحة تبدو هادئة ساكنة أحيانا ومجنونة أحيانا أخرى، فمن "الوالي راكب شهبة" إلى أغنية من نوع الصراوي تحمل عنوان "علجية"، ولعل أغنية "راعي النّجوم" التي أدتها رفقة فرقة الرحابة ليابوس، هذه الفرقة التي لها شهرة واسعة في منطقة الأوراس ككل، والتي جمعت فيها بين أداء الرّحابة التي تعتمد فقط على أصوات مجموعة من الأشخاص، لتمزجها بالآلات الموسيقية العصرية وآلات موسيقى تقليدية، لتكون بذلك مزيجا رائعا يجمع بين الماضي والحاضر، وقد استحقت في آخر السهرة تكريم الديوان الذي سبقه تكريم محبيها من الجمهور، إنّها الفنّانة حورية عايشي التي أخذت حقها في ميدان الفن الأصيل خارج الوطن، ولم تأخذ بمنبت عزتها إلاّ القليل. الفنانة حورية عايشي تطلق جديدها بمهرجان تيمڤاد في ندوة صحفية عقدتها بفندق شليا بباتنة، عبّرت الفنّانة حورية عايشي، عن كبير سعادتها بزيارتها لمدينة باتنة، أين أحيت حفلا فنيا ساهرا بمسرح تيمڤاد الجديد بعدد من أغانيها المشهورة، لتشير بذلك إلى ألبومها الجديد الذي يستمد كلماته من التراث الأوراسي، والذي يحمل عنوان (رعيان الخيل) أي رعاة الخيل، موضّحة بهذا بأنّها اعتمدت في هذا الألبوم على التجديد في التوزيع الموسيقي، مع المحافظة على خصوصية الموسيقى الأوراسية، كما كان لها ألبوم آخر خرجت به من الطابع الشاوي، يحمل نوعا من المديح الصوفي لتضيف بأنّ الفنان يجب عليه الإطلاع على الطبوع المختلفة لوطنه حتى لا يبقى منغلقا على نفسه، وفي إجابتها عن سؤال يتعلق بإمكانية تعاونها مع بعض الفنانين بالجزائر أشارت، الفنانة حورية بأنّها تتمنى التعاون مع مغنيين جزائريين، لكنّها لا تعتمد على الفن الذي يركّز على الرّبح التّجاري فقط.