عادت قضية خطف الرهبان الفرنسيين بتيبحيرين بالمدية وقتلهم في 1996 إلى الواجهة وذلك على إثر اعتقال نهاية الأسبوع الفارط الصحفي جون بيبستيت ريفوال العامل بقناة كانال بليس الفرنسية بتهمة العنف العمدي مع سبق الإصرار و الترصد في حق الصحفي ديديي كونتان. و تعود ملابسات القضية إلى جانفي 2004 عندما قام الصحفي ديديي كونتان رئيس تحرير سابق لوكالة غاما باقتراح إجراء تحقيق حول قضية مقتل سبعة رهبان فرنسيين بمنطقة تيبحيرين بالمدية لمجلة لوفيغارو، و رحبت المجلة بالفكرة ووفرت له كل الدعم اللازم ، وقام الصحفي ديديي بزيارة للجزائر لإنجاز التحقيق، و خلال إقامته بالجزائر تنقل بين العاصمة،المدية والبليدة والتقى بشخصيات عسكرية و قضائية و دينية مكنته بكشف ملابسات القضية التي لا طالما اتهمت باريس المخابرات الجزائرية في الوقوف خلفها، و لكن عندما رجع إلى باريس و أعلم المجلة بنتائج التي خلص إليها التحقيق رفضت نشره كونه يبرئ السلطات الجزائرية من هذه الجريمة و يقر بمسؤولية الجماعة الإسلامية المسلحة. وأمام هذا الوضع بدأ صحفي آخر و هو جون بيبستيت ريفوال من قناة كانال بليس في إجراء تحقيق مضاد ووصف الصحفي ديديي على أنه عميل للمخابرات الجزائرية، و تبعته كل الصحف الفرنسية، و جعلت من التحقيق قضية كبيرة و بدأت الرسائل الإلكترونية تتهاطل على الصحفي ديديي و تنعته بالعمالة الجزائرية و تصفه بالخيانة للوطن، خاصة تلقيه رسالة إلكترونية من طرف هيئة أمنيستي الحقوقية من لندن و التي تتهمه بالعمالة الاستخباراتية و كذا تهديد زوجة الضابط الفار عبد القادر تيغا، الذي يتهم السلطات الجزائرية على رأسهم الجنرال اسماعيل العماري بالتخطيط لهذا الاختطاف. و تسببت هذه الرسائل مع الحملة الشرسة التي قادتها عدة عناوين فرنسية في تدهور حالته النفسية و إصابته بإحباط كبير دفعه للانتحار في 15 فيفري 2004. في حالة سقوط من الطابق السابع بأحد البنايات بباريس. ولكن التحقيق الذي فتح وقتها توصل إلى تأكيد فرضية الانتحار، لكن الصحفي جون فرانوا خان من مجلة ماريان لم يقتنع بهذه الفرضية واشتغل على المراسلات التي قام بها الصحفي ديديي كونتان قبل موته بأصدقائه بالجزائر كالسيدة شريف خضار رئيسة الجمعية الوطنية للنساء ضحايا الإرهاب "جزائرنا" و التي يقول فيها" حسب ما أعلم ريفوال يعمل مع عبد القادر تيغا لتأليف كتاب حول الموضوع، و تحقيقي يشوش على كتابهما". ورغم اتهام خان بالقذف إلا أنه استطاع ربح القضية و إقناع المحكمة بوجود علاقة بين موت ديديي و صحفي كانال بليس ريفوال. لذلك تقرر إعادة فتح التحقيق و احتجاز ريفوال. و كان في وقت سابق قد صدر كتاب أثار ضجة كبيرة في فرنسا و يحمل عنوان " القتيل الثامن في تيبحيرين" و الذي كتبته رينا شرمان زوجة ديديي و يتهم ريفوال بالعنف العمدي.