سيكون اللاعبون المسلمون الناشطون في البطولات الأوروبية وبالأخص الألمانية ، منها في موقف حرج خلال شهر رمضان العظيم الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أيام قليلة، وهذا بعد أن أصدر ''شيخ الأزهر'' في مصر فتوى بإجازة إفطار اللاعبين خلال المباريات الرسمية، هذه الفتوى التي صدرت منذ أيام فقط جعلتنا نطرح عدة أسئلة أهمها: هل سيرضخ لاعبونا الجزائريون الذين ينشطون في البوندسليغا على غرار عنتر يحيى، زياني ومطمور إضافة إلى بلعيد الذي ينشط في نادي فرانكفورت الذي طالب الاتحاد الألماني إلى إفضاء هذه الفتوى بمعية المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا، أم أنهم سيرفضون التخلي عن إحدى فرائض الإسلام والدخول في مشاكل مع نواديهم؟ وإن كانت هذه الفتوى ستضع لاعبينا الدوليين في موقف حرج فإنها ستكون نعمة على البعض الآخر بالأخص أولئك الذين يفضلون الإختباء وراء الصيام لتبرير تراجع مستواهم. رغم أن الفتوى المصرية لا أساس لها من الصحة لأنها لا تتوفر فيها شروط الإفطار حسب ديننا الحنيف إلا أنها قبلت من قبل المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا وستدخل حيز التنفيذ هذا الموسم في البونديسليغا وستجبر بعض النوادي لاعبيها المسلمين بالإفطار خلال المباريات الرسمية على اعتبار أن البطولة الألمانية تحتاج إلى جهد بدني كبير، الأمر الذي سيضع لاعبينا الدوليين في موقف حرج جدا خاصة وأنهم معروفون بتمسكهم بفريضة الصيام كونهم شبّوا على صيام رمضان على غرار كريم زياني الذي سبق لوالده رابح وأن كشف لنا أن ابنه متمسك بفرائض الإسلام شأنه في ذلك شأن عنتر يحيى الذي فضل الزواج من جزائرية وهي شقيقة كريم زياني كونها تجيد الطبخ الجزائري والحديث باللغة العربية بحيث يريد العيش كجزائري في الغربة، أما كريم مطمور فقد أكد في أكثر من مرة أنه يفضل الأكل الجزائري على طاولة الإفطار خلال شهر رمضان الكريم... ويبدو أن مشايخ الأزهر فكروا في خدمة الأندية الأوروبية والألمانية بشكل خاص ولم يفكروا في الضغوط التي ستنجم من وراءها على اللاعبين المسلمين سواء العرب أو غيرهم وكأنهم لن يكتفوا بالضغوط الكبيرة المفروضة عليهم من قبل نواديهم بسبب مستواهم إضافة إلى ضغوطات الجماهير دون نسيان ضغوط الأجواء الباردة التي تميز ألمانيا خلال الشتاء والتي لم يتعود عليها الكثير من لاعبينا على غرار زياني الذي أصبح يعاني الكثير مع ناديه فولفسبورغ في الفترة الأخيرة. الضغط سيكون أكبر على بلعيد في البونديسليغا وسيكون المدافع الدولي الجزائري حبيب بلعيد من بين أكثر اللاعبين ضغطا خلال شهر رمضان المعظم وهذا كون ناديه فرانكفورت وراء طلب الإفتاء بإجازة الإفطار خلال المباريات الرسمية في البطولة الألمانية وهذا بعد أن رفض بعض لاعبيه المسلمين الموسم الماضي الإفطار ويتعلق الأمر بثلاثة من لاعبيه المسلمين المغربي وليد مختاري، المالي كوليبالي والغامبي كوجابي ما دفع إدارة النادي إلى إضافة بند في عقودهم يجبرهم ويلزمهم بعدم الصيام في رمضان إلا بعد موافقة النادي، إلا أن هذا الأمر قد يخدمه أكثر مما يضره وقد يختبئ وراء رمضان والصيام لتبرير تواضع مستواه خاصة وأنه يتواجد في وضعية غير مريحة مع مدربه سكيبه الذي منحه مهلة إضافية قصد التدارك وإثبات إمكاناته. بعض اللاعبين يختبئون وراء الصيام لتبرير مستواهم المتواضع وإن كان بعض اللاعبين يرفضون الرضوخ لمطالب نواديهم بعدم الصيام والإفطار خلال المباريات الرسمية يعود أساسا إلى تمسكهم بفريضة إسلامية رغم أن ذلك يجرهم إلى مشاكل كثيرة، إلا أن البعض الآخر من اللاعبين يرفض ذلك من أجل الاختباء وراء الشهر الكريم لتعليل تراجع مستواهم خاصة وأن أغلبية اللاعبين الجزائريين الدوليين منهم لم يضمنوا مكانتهم مع نواديهم ولازالوا يصارعون من أجل إثبات إمكاناتهم خاصة وأن مشاركتهم الأخيرة في المونديال لم تكن في المستوى. وسبق لبعض اللاعبين الجزائريين الذين احترفوا سواء في أوروبا أو حتى في البطولة التونسية وأن رفضوا الإفطار في رمضان ولكن في المقابل برروا تراجع مستواهم بالصيام، وأحسن مثال على ذلك غازي كريم عندما كان مع الترجي التونسي أين أثار الكثير من الكلام عنه بسبب تراجع مستواه وعدم تقديمه للأداء الذي كان مرجوا منه من قبل ''التوانسة'' وبرر اللاعب الجزائري وقتها ذلك برمضان رغم أن مواطنه دزيري بلال الذي كان ينشط في نادي النجم الساحلي التونسي تألق بشكل كبير في البطولة التونسية ولم يطرح الشهر الكريم أو الصيام أي مشكل بالنسبة له ولم يشتك يوما، والأمر نفسه حدث مع غازي فريد الذي كان يلعب إلى جانب صايفي في نادي تروا الفرنسي الذي تحجج برمضان هو الآخر وغادر النادي رغم أن صايفي كان يصوم رمضان دون أن يحتج وقدم مشوارا كبيرا.