عرفت شبابيك بيع التذاكر التابعة لملعب 5 جويلية ، إقبالا محتشما على غير العادة من قبل المناصرين الذين لم يسجلوا حضروهم بقوة هذه المرة على عكس ما حصل في اللقاء الودي الأخير للخضر بملعب 5 جويلية أمام منتخب صربيا، وفي استطلاع قامت به يومية ''النهار'' منذ تمام التاسعة صباحا من أجل الوقوف على سير عملية بيع تذاكر ومدى الإقبال الجماهيري على شبابيك التذاكر، وبالرغم أن إدارة مركب 5 جويلية كانت قد خصصت عددا كبيرا من التذاكر تحسبا لهذا اللقاء الودي والذي فاق 55 ألف تذكرة، إلا أنها لم تسجل توافدا كبيرا من الجماهير الجزائرية مثلما كان متوقعا. وقد كشف لنا عمال الأكشاك في حدود منتصف النهار أن معضم التذاكر لم تبع وأن أعوان البيع هناك لم يكملوا حتى حزمة واحدة (تحتوي على 100 تذكرة). ونحن هناك الى غاية الواحدة ونصف زوالا لم نلمس أي اهتمام من قبل المارة وعكس ما كان متوقها كانت الشبابيك العشرين كلها فارغة سوى بعض المناصرين الذين يعدون على الأصابع وأغلبهم من اللذين لا يزيد سنهم عن 20 سنة، وحتى الذين جاؤوا لاقتناء التذاكر صرحوا لنا بأنهم غير متحمسين لهذه المقابلة، ومنهم من ذهب الى أبعد من ذلك وقال أنه قد لا يشاهد اللقاء، ورغم أن الكل هناك أجمع أن الثمن المطروح والذي قدر ب300 دينار في متناول الجميع إلا أن الجماهير الجزائرية لم تكن في الموعد ولم تبد أي اهتمام بهذا اللقاء الودي. غياب تام للجنس اللطيف والإتحادية في قفص الإتهام وعلى عكس ما عرفه اللقاء الودي الذي جمع ''الخضر'' بالمنتخب الصربي، شهدت شبابيك بيع التذاكر أمس غيابا تاما للجنس اللطيف الذي قاطع هو الآخر هذه المرة مباريات المنتخب الوطني، رغم أن الجميع ظن أن الملاعب الجزائرية ستتغير وستتعود على حضور الجانب النسوي (رغم أنها عادة دخيلة علينا)، خاصة بعدما شاهدناه في أواخر العام المنصرم وبالضبط في اللقاء الودي الذي جمع رفقاء مغني آنذاك بالمنتخب الأوروغوياني، أين شهد اللقاء إقبالا منقطع النظير من العائلات والنسوة اللائي ملأن المدرجات في مشهد جديد على الملاعب الجزائرية، ومن خلال لقائنا ببعض المناصرين في 5 جويلية أرجع هؤولاء سبب العزوف هذه المرة إلى رفض الاتحادية الجزائرية تخصيص مدرجات خاصة للنساء مثلما حدث في لقاء صربيا، وفي هذا السياق قال أحد المناصرين: ''كيف يمكن للنساء أن يأتين للملعب إن لم تخصص لهم مدرجات ولم تكن لهم أماكن خاصة بهم''، وأضاف: ''الاتحادية لها الدور الكبير في هذا العزوف ''، والجدير بالذكر أن ''النهار'' كانت في مكان بيع التذاكر منذ التاسعة صباحا إلى غاية الواحدة زوالا وخلال هذه المدة لم تتقدم ولو واحدة لشراء التذاكر. العطلة، رمضان وحجم المنافس.. سبب هذه المقاطعة رغم أن الجزائريين عودونا على الحضور القوي عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الوطني، خاصة في الأيام الأخيرة التي عرفت فيها الكرة الجزائرية قفزة حقيقية وعودة قوية للساحة الدولية، بعد الأداء المشرف في بطولة كأس إفريقيا بأنغولا والتأهل لكأس العالم، إلا أن الأمر كان مغايرا تماما هذه المرة، ولعل السبب الرئيسي يتمثل في وقت إجراء هذه المقابلة، إذا علمنا أن الجميع هذه الايام منهمك بعطلته التي يفضل قضاءها في البحر أو السهر مع الأحباب، ومن الأسباب أيضا حلول شهر رمضان المعظم وما لنا فيه من عادات وتقاليد إذ أن الجزائريين وفي معظمهم يفضلون في هذا الشهر الكريم تأدية صلاة التراويح والتعبد فيقاطعون اللقاء، كما أن حجم المنافس لعب دورا كبيرا في العزوف عن متابع هذه المواجهة، ولو كان المنافس إسبانيا أو إيطاليا أو أحد المنتخبات الكبيرة لامتلأ الملعب عن آخره لأن الجزائري بطبعه يعشق الأسماء والنجوم وخير دليل ما حدث عندما كان المنافس اسمه أوروغواي وحضر سواريز.